وحينئذ جرت معركة دامية بين براك ويحيى فكان النصر حليف يحيى وهرب الشيخ براك فارا من البلد فجاء أعيان الأحساء يطلبون الأمان فأمنّهم وصار حاكما وهذا حاول أن يوسع حكمه إلى عمان وأن تمتد سلطته على الاصقاع الأخرى النائية (١) ...
والي الأحساء محمد باشا :
بعد أن سلم محمد باشا الاحساء مال إلى الشريف زيد يطلب منه أن يتوسط في أمره ويشرح ما جرى لدى السلطان محمد شاكيا ظلامته ، ملتمسا رفع ما ناله من حيف. أوضح الشريف زيد للسلطان أن حسين باشا أوقع أضرارا بالأهلين. واغتصب الأموال وتسلط على الضعفاء وعلى هذا أرسل السلطان إلى الوزير (قره مصطفى باشا) والي بغداد يستطلع الأخبار عن هذه الفتن ، وأن يحققها ويعلمه.
ومن ثم استفهم الوزير من حسين باشا عما فعل فكان جوابه أن ذلك إنما جرى منه بأمر سلطاني ، وأن الأمر لدى يحيى أمير الأحساء ، وأنه سوف يأتي به ، تعلل بذلك ولا أصل لما أجاب به (٢). ولكن صاحب گلشن خلفا أيد قول حسين باشا أنه حصل على فرمان سلطاني ليحقق ما جال في فكره من لزوم الاستيلاء على الاحساء. عدلت الدولة عن فرمانها وأرادت أن تتخذ هذه الفتنة وسيلة للتدخل فالعشائر صارت مع الدولة. وكذا الشريف سنحت له الفرصة كما أن ايران لم تتدخل على ما يفهم من المخابرة الرسمية. فكانت فرصة لا تضيّع بل يجب أن تغتنم. وحينئذ كتب حسين باشا إلى يحيى ما جرى من المخابرة حاكيا ما ابتلي به. ومن جملة ما كتب أن يأتي على عجل ليتخذ معه الأهبة لما
__________________
(١) منظومة الشهابي البصري ، وكلشن خلفا ، وعنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد. وذكر هذا الحادث في عمدة البيان في عمدة البيان في السنة السابقة.
(٢) منظومة الشهابي.