الليل أبدا ، ونظرا لأهمية هذه الصلاة نرى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أوصاه بها في جملة من وصاياه له ، إذ قال له صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها ، ثمّ قال : اللهم أعنه ... وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل ، وعليك بصلاة الليل!» (١).
٨ – وعن الرّسول الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال لجبرئيل عليهالسلام : عظني ، فقال جبرائيل لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا محمّد ، عش ما شئت فإنّك ميت ، وأحبب ما شئت فإنّك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنّك ملاقيه ، واعلم أنّ شرف المؤمن صلاته بالليل ، وعزّه كفّه عن أعراض النّاس» (٢).
إنّ هذه الوصايا الملكوتية لجبرائيل تدل على أنّ صلاة الليل تضفي على الإنسان من الإيمان والروحانية وقوة الشخصية ما يكون سببا في شرفه كما أن كفّه الأذى عن الآخرين يكون سببا في عزته.
٩ ـ عن الإمام الصّادق عليهالسلام قال : «ثلاثة هنّ فخر المؤمن وزينة في الدنيا والآخرة، الصّلاة في آخر الليل ويأسه ممّا في ايدي الناس وو الآية الإمام من آل محمّد».
١٠ ـ عن الإمام الصادق عليهالسلام قوله : «ما من عمل حسن يعمله العبد إلّا وله ثواب في القرآن إلّا صلاة الليل ، فإنّ الله لم يبيّن ثوابها لعظيم خطرها عنده فقال : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربّهم خوفا وطمعا (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ* فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٣).
ولصلاة اللّيل ـ بالطبع ـ آداب كثيرة ، ولكن لا بأس أن نذكر هنا أبسط شكل لها، حتى يستطيع عشاق ومحبّو هذه العبادة الروحية بها والاستفادة منها : وإنّ صلاة الليل تتكون بأبسط صورها من (٨٥) ركعة ، وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام هي :
أ ـ أربع صلوات ، ذات ركعتين ، يكون مجموعها ثماني ركعات وتسمّى
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ٥ ، ص ٢٦٨.
(٢) وسائل الشيعة ، ج ٥ ، ص ٢٦٩.
(٣) بحار الأنوار ، ج ٨٧ ، ص ١٤٠.