(يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ) فيسألون لحظة بلحظة من كلّ مسافر آخر الأخبار لئلّا تكون الأحزاب قد اقتربت منهم ، وهم مع ذلك يمنّون عليكم بأنّهم كانوا يتابعون أخباركم دائما!!
وتضيف الآية في آخر جملة : وعلى فرض أنّهم لم ينهزموا ويفرّوا من الميدان ، بل بقوا معكم : (وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلَّا قَلِيلاً).
فلا تحزنوا وتقلقوا لذهابهم ، ولا تفرحوا بوجودهم بينكم ، فإنّهم أناس لا قيمة لهم ولا صفة تحمد ، وعدمهم أفضل من وجودهم!
وحتّى هذا القدر المختصر من العمل لم يكن لله أيضا ، بل هو نتيجة الخوف من ملامة وتقريع الناس ، وللتظاهر والرياء ، لأنّه لو كان لله لكانوا يقفون ويثبتون في ساحة الحرب ما دام فيهم عرق ينبض.
* * *