العلّامة المجلسي الأول قدس سره (١) انه اجاز هذا الدعاء للسيد الأمير محمد هاشم وكتب ما صورته : والتمست منه ان لا يقرأ هذا الدعاء الّا لله تعالى ، ولا يقرأ بقصد اِهلاك عدوّه اذا كان مؤمنا وان كان فاسقاً ، او ظالماً ، وان لا يقرأ لجمع الدنيا الدنيّة ، بل ينبغي أن تكون قرائته للتقرب الى الله تعالى ، ولدفع ضرر شياطين الجنّ والاِنس عنه وعن جميع المؤمنين اذا امكنه نيّة القربة في هذا المطلب ، وإلّا فالأولى ترك جميع المطالب غير القرب منه تعالى شأنه.
الرضوي : لا شك عندي ولا ريب في جواز قرائته بل رجحان الدعاء به على الحكام الجائِرين من عملاء المستعمرين المعاصرين ، واعوانهم الذين خانوا الله والوطن والدين ، اضطهدوا المؤمنين ، واستباحوا اموال المسلمين ، استخفافاً بالدين ، وامتثالاً لأوامر اسيادهم الكافرين والظالمين فاستحقوا بذلك غضب الجبار ، وفي الآخرة الخزي وعذاب النار.
ذكر السيد الأجل في (مهج الدعوات) انه وجد هذا الدعاء مسنداً عن زرافة حاجب المتوكل وكان شيعياً انه قال : كان المتوكل يحظي الفتح بن خاقان عنده ، وقرّبه منه دون الناس جميعاً، ودون ولده وأهله ، أراد أن يبين موضعه عندهم ، فأمر جميع مملكته من الأشراف من اهله وغيرهم والوزراء والأمراء والقُوّاد ، وسائرالعساكرووجوه الناس أن يزيّنوا بأحسن التزيين، ويَظهروا في افخر عُدَدِهم وذخائِرهم ، ويخرجوا مشاةً بين يديه ، وأن لا يركب احد الّا هو والفتح بن خاقان خاصة بسرّ من رأى.
ومشى الناس بين ايديهما على مراتبهم رجّاله ، وكان يوماً قائظاً شديد
__________________
(١) تقدمت ترجمته ص ٢٤.