يوماً لم اصلّ معه الجمعة فقال : يا معاذ ما منعك عن صلوة الجمعة؟ قلت : يا رسول الله كان ليوحنّا اليهودي عليّ اوقيّة من تِبر (١) وكان على بابي يرصدني ، فاشفقت ان يحبسني دونك ، قال صلى الله عليه وآله وسلم اتحبّ يا معاذ ان يقضي الله دينك؟ قلت : نعم يا رسول الله : قال : قل : (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء) (الى قوله بغير حساب) (يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي منهما ما تشآء ، وتمنع منهما ما تشآء ، اقض عني ديني) فان كان عليكّ ملؤُ الأرضِ ذهباً لأداه الله عنك (٢).
وجدت بخطّ السيد العلّامة الورع والدي قدس سره ما نصّه : لقضاء الدين مجرّب مروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه لو كان الرجل عليه مثل وجه الأرض ذهبا ، وذكر رحمه الله الآية وقال : اربعين يوماً كل يوم اربعين مرّة ، ويقرء بعد كل مرّة ، يا رحمان ا هـ.
وقال الكفعمي رحمه الله : (٣) روي لقضاء الدين أن يصلي المديون ركعتين بمهما شاء ، ويقرء بعدهما آيتي الملك ثم يقول : يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي منهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء صل على محمد وآه واقض عني ديني. فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه من فعل ذلك قضى الله عنه ديونه ولو كان عليه ملؤ الأرض ذهبا ، وان كان مهموماً او مكروباً فرج الله همّه ، ونفّس كربه (٤).
٣ ـ نقل عن (شفاء الصدور) انّ ممّا جرّب وصحّ ان من قرء بين صلوة الصبح ونافلتها احدى واربعين مرة سورة الحمد وداوم على ذلك اربعين يوماً من غير خلل قضى الله تعالى حاجته كائنة ما كانت ، حتّى لو كان عقيماً رزقه الله تعالى ذريّة ، قال : ومن منافعها انها اذا قرأت على وجع الضرس عوفي باذن الله
__________________
(١) التِبر : الذهب غير المصوغ ، والأوقية عندهم ثلاثة عشر رطلاً عراقية.
(٢) مجمع البيان لعلوم القرآن.
(٣) تقدمت ترجمته ص ٣٥.
(٤) المصباح.