المآرب وبلوغ المقاصد ، وقضاء الحاجات وكفاية المهمات ، فان الوسيلة هي القُربة قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (١) وقال تعالى (فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) (٢) روي عن عبد الله بن عباس قال سئلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربّه فتاب عليه؟ قال : سئل بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الّا تبت عليَّ فتاب عليه (٣) فاتّخاذ الوسيلة الى الله تعالى امر مندوب اليه شرعاً وعقلاً وعرفا.
وقد انكر اتخاذ الوسيلة الى الله تعالى الهمج الرعاع من أدعياء الاِسلام فعدّوا اتخاذ الوسيلة والشفيع الى الله تعالى شركاً ، جهلا منهم بكتاب الله الحكيم وعناداً للمسلمين ، الذين يبتغون الى الله الوسيلة في نجاح حوائِجهم الدنيويّة والأخرويّة ، فيستشفعون برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صاحب المقام المحمود عند الله وبعترته المعصومين عليهم السلام الى الله تعالى لأنهم صلوات الله عليهم عباد مكرمون ، لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، فهم صلوات الله عليهم نعم الوسيلة الى الله سبحانه لأنهم حججه تعالى واولياؤه وصفوته من عباده وامناؤه في ارضه وبلاده ، فبهم غفر الله لآدم عليه السلام خطيئته ، ونجا نوع عليه السلام من الغرق وسفينته ، فهم علّة ايجاد الكون والوجود ، ومنبع الكرم والجود ، صلوات الله عليهم اجمعين ، ولقد اجاد السيد الحميري حيث قال :
واذا الرجال توسّلوا بوسيلة |
|
فوسيلتي حبّي لآل محمدِ |
الله طهّرهم بفضل نبيِّه |
|
وأبانَ شيعتَهم بطِيب المولِدِ |
ويقول السيد والد مؤلف هذا الكتاب طاب ثراه :
__________________
(١) سورة المائدة الآية ٣٨.
(٢) سورة البقرة آية ٣٧.
(٣) الدرر المنثور للسيوطي ج ١ ص ٦٠.