قال : ولقد جربنا مراراً لا نحصيها انّ عند انغلاق الأمور واِعضال المسائل ، والبُعد عن جناب الحقّ تعالى ، وانسداد ابواب الفيض لَمّا استشفعنا بهم ، وتوسّلنا بأنوارهم ، فبَقَدرما يحصل الأِرتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت تنكشف تلك الأمور الصعبة ، وهذا معايَن لمن أكحل الله عينَ قلبه بنور الاِيمان (١).
وللتوسل والاِستشفاع بهم عليهم السلام الى الله تعالى في قضاء الحاجات ونيل المقاصد وبلوغ الغايات طرق مختلفة ، نذكر هنا ما وصل الينا منها ممّا جرّبه المجرّبون خاصة ، فمنه ما رواه العلّامة المجلسي طاب ثراه في (تحفة الزائر) عن محمد بنبابويه رضي الله عنه (٢) انه قال : ما قرأت هذا التوسّل لأمر الّا وقد رأيت اثر الاِجابة عاجلاً ، قال : وهو مروي عن الأئِمة عليهم السلام.
حدثني العلّامة الحجّة السيد الوالد طاب ثراه قال : وقد جرّبته للخلاص من ايدي الظالمين ومن شرّهم ، وقال ايضاً : جربته في الشدائِد مراراً. ووجدت بخطه قدس سره : ونعم الوسيلة دعاء التوسّل اذا قُرِء بالتوجّه والتضرّع والتذلّل ، فانه ذخيرتي في الشدائِد ، وكان يعتمد عليه المرحوم السيد الوالد (٣).
وكان له طاب ثراه فيه اعتقاد راسخ ، كان يقرؤه عند الشدائد واليأس من الخلائق فيرى الاِجابة عاجلاً ، وكان يرشد بعض المضطرين من المؤمنين اليه ، ممن يفزعون في شدائِدِهم اليه.
حدثني العلامة السيد علي اكبر التبريزي رحمه الله انه جرّبه ايضاً (دعاء التوسّل هو) :
١ ـ اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ وَاَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، يا اَبَا الْقاسِمِ يا رَسُولَ اللهِ ، يا اِمامَ الرَّحْمَةِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا
__________________
(١) بحار الأنوار ج ١٣.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٢٠.
(٣) تقدمت ترجمته ص ١٣.