طاب ثراه (١) في (تُحفة الزائر) عن بعض الكتب المعتبرة (٢) وفي (بحار الأنوار) ايضاً عن ابي الوفاء الشيرازي قال : كنت محبوساً في حبس ابي الياس بكرمان على حال ضيّقة ، فأكثرت الشكوى الى الله عزّ وجلّ والاِستغاثة بموالينا (صلوات الله عليهم) ونمت فرأيت في النوم مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي : لا تستشفع بي وبولَدَيّ هذين يعني الحسن والحسين لأمر من امور الدنيا؟ (٣) وهذا ابو الحسن ينتقم لك من اعدائِك. قال : قلتُ يا رسول الله وكيف ينتقم لي من اعدائي وقد لُبّب بحبل في عُنُقِه فلم ينتَصِر ، وغُصِب حقُّه فلم يَقتَدِر؟ قال : فنظر اليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعجّبا وقال : ذاك لعهد عهدته اليه وقد وفى به (٤) (ثم ذكر صلى الله عليه وآله وسلم الأئِمة المعصومين من آله عليهم السلام وخصّ كل واحد منهم في التوسّل به
__________________
(١) تقدمت ترجمته ص ١٩.
(٢) الظاهر انه كتاب (مجمع الدعوات) لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري (ويعبّرعنه بالكتاب العتيق) قال النجاشي رحمه الله كان وجهاً في اصحابنا ثقة معتمداً لا يطعن عليه له كتب ... الرضوي وهو من اعلام كتابنا (من ثقاة الشيعة الاِمامية).
(٣) في الكلم الطيب هكذا : لا تتوسّل بي ولا بابنتي ولا بابنّي لشيء من اغراض الدنيا الّا لما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه.
(٤) روى الشيخ الطوسي رحمه الله في (الغَيبة) عن جابربن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في وصيّته لأمير المؤمنين عليه السلام : يا علي انّ قريشاً ستظاهر عليك وتجتمع كلمتهم على ظلمك وقهرك ، فان وجدت اعواناً فجاهدهم ، وان لم تجد اعواناً فكفّ يدك واحقن دمك ، فان الشهادة من ورائِك ، لعن الله قاتلك.
قال ابن الي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢١١ في شرح كلام امير المؤمنين عليه السلام (فاذا طاعتي قد سبقت بيعتي واذا الميثاق في عنقي لغيري) هذه كلمات مقطوعة من كلام يذكرفيه حاله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانه كان معهوداً اليه ان لا ينازع في الأمر ولا يثير فتنة بل يطلبه بالرفق فان حصل له والّا امسك ، هكذا كان يقول عليه السلام وقوله الحقّ ... فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اخبره ان الأِمامة حقّه وانه اولى بها من الناس اجمعين. انتهى كلام ابن ابي الحديد ، حشره الله مع من كان يتولاه.