لغيره
أيا ربّ كلّ الناس أبناء علة |
|
أما تغلط الدنيا لنا بصديق |
وجوه بها من مضمر الغلّ شاهد |
|
ذوات اديم في النفاق صفيق (١) |
اذا اعترضوا عند اللقاء فانهم |
|
قَذى لعيون او شجى لحلوق (٢) |
وان اعرضوا برد الوداد وظلّه |
|
اسرّوا من الشحناء حرّ صديق (٣) |
ألا ليتني حيث انتوت افرخ القطا |
|
بأقصى محلّ في البلاد سحيق (٤) |
اخو وجدة (٥) قد آنستني كأنني |
|
بها نازل في معشر وفريق |
فذلك خير للفتى من ثوابه |
|
بمسغبة (٦) من صاحب ورفيق |
للطغرائِي من لاميّة العجم
اعدى عدوّك ادنى من وثقت به |
|
فحاذر الناس واصحبهم على دخل |
وانّما رجل الدنيا وواحدها |
|
من لا يعوّل في الدنيا على رجل |
غاض الوفاء (٧) وفاض الغدر وانفرجت |
|
مسافة الخلف بين القول والعمل |
ولله درّ من قال :
لا اشتكي زمني هذا فأظلمه |
|
وانّما اشتكي من اهل ذا الزمن |
هم الذئاب التي تحت الثياب فلا |
|
تكن الى احد منهم بمؤتمِن |
قد كان لي كنز صبر فافتقرت الى |
|
انفاقه في مداراتهم لهم ففني |
__________________
(١) الأديم : الجلد ، والصفيق : الوقح ، من لا حياء له.
(٢) القذى : ما يقع في العين فيؤذ بها كالغبار ونحوه من الوسخ. والشجا : ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه فيغصّ به. وحلوق جمع حلق : وهو مجرى الطعام والشراب. ومنه قول امير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشقشقيّة : فصبرتُ وفي العين قذى ، وفي الحلق شجى ، ارى تراثى نهبا ...
(٣) الشحناء : البغض والحقد.
(٤) انتوت : اقامت ، سحيق : مكان بعيد.
(٥) وجدة : حزن.
(٦) : مجاعة.
(٧) : ذهب.