الرضوي : والأمر كذلك ، ولا يقدم على تجربة ذلك الّا هالك. ذكر العلّامة الجليل السيد هاشم البحراني رحمه الله (١) في (معالم الزلفى) ، ونقله عنه المحدّث الفقيه الشيخ يوسف البحراني قدس سره (٢) في (جليس الحاضر وانيس المسافر) مرفوعاً الى عبد الرحمن بن اغنم الأزدي حين مات معاذ بن جبل (٣) (وكان معاذ صهراً له) ما شاهده من معاذ حين موته ، قال : فكان يدعو بالويل والثُبور ، (٤) فسأله عبد الرحمن عن ذلك ، فقال : لممالاتي عدوّ الله (٥) على ولي الله (فلانا وفلانا) على خليفة رسول الله ووصيّه علي بن ابي طالب ، وكذلك اتفق لزملائِه اصحاب الصحيفة السوداء التي ختموها بتواقيعهم للتآمر على الوصي عليه السلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عند مماتهم.
حدّثني العلّامة السيد الوالد طاب ثراه وذكر انه جرّبه انّ جماعة من العوام (٦) تظاهروا بمناواة بعض الهاشميّين من آل محمد المظلومين رحمه الله وحسدهم ، فصبروا على ظلمهم وتجرّعوا غصص هضمهم ، فبتر الله اعمار المناوِئين لهم والحاسدين ،وابتلى آخرين منهم ببلاء عظيم.
__________________
(١) ذكره العلّامة الشيخ علي البلادي البحراني في (انوار البدرين) قال : كان فاضلاً محدّثاً متتبعاً للأخبار بما لم يسبقه اليه سابق سوى مولانا المجلسي وقد صنف كتبا عديدة تشهد بشدّة تتبعه واطلاعه ، وذكر مؤلفاته.
(٢) تقدمت ترجمته ص ٢٤٩.
(٣) ترجمه العلامة الشيخ عباس القمّي رحمه الله في تحفة الأحباب فقال : ويعلم من الروايات انحرافه عن اهل البيت عليهم السلام ، ونقل عن كتاب كامل البهائي عن كتاب (فَعَلتَ فلا تلم) انَّ معاذ وذينك الرجلين ، وسالماً وابا عبيدة بن الجرّاح كانوا من اصحاب الصحيفة ، وقالوا بالويل والثبور عند موتهم ، مات معاذ سنة ١٨ في طاعون عمواس (كورة من فلسطين قرب بيت المقدس) في زمن عمر. الرضوي : اقرأ ما قاله اصحاب السقيفة عند موتهم في كتابنا (قالوا لما حضرتهم الوفاة.
(٤) الثُبور : الهلاك.
(٥) الممالات : المساعدة والمعاونة.
(٦) جمع عامي والمراد به هنا من لم يكن هاشميّاً بالنسب وان كان من اهل العلم.