الرضوي : ابتلاء الله مناوئِي عترة الرسول وآله وذريّته صلى الله عليه وآله وسلم بالخزي في الدنيا وبتره اعمارهم امر محسوس ومشاهد بالعيان ن ولم يزل هذا الأمر يزداد لنا جلاء ووضوحاً على مرور الأيام ، ولو شئنا ذكرنا اسماء الذين اخزاهم الله واذلّهم في الحياة الدنيا وبتر اعمارهم والحقهم بأسلافهم عاجلاً لظلمهم وايذائِهم ذريّة ساداتهم ومواليهم رحمه الله قديماً وحديثاً.
قال العلّامة السيد علي صدر الدين الشيرازي (١) قدس سره شارح الصحيفة السجّاديّة : حدّثنا (وساق السند) الى زيد الشهيد انه قال : سمعت اخي الباقر عليه السلام يقول : سمعت ابي زين العابدين عليه السلام يقول : سمعت ابي الحسين عليه السلام يقول : سمعت ابي علي بن ابي طالب عليه السلام يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : نحن بنو عبد المطلّب ، ما عادانا بيت الّا وقد خرب ، ولا عاوانا كلب الّا وقد جرب ، ومن لم يصدّق فليجرّب (٢).
قال العلامة المولى محمد رفيع الطباطبائي رحمه الله ما معناه : لا يخفى انه جرّب مراراً انّ من اساء الى هذه السلسلة الجليلة خاب ، ونكب ، وانّ من احسن اليها وعطف عليها رأى اليمن والبركة ، واضاف : وهذا المعنى كنت سمعته من بعض الشيوخ الطاعنين في السنّ ، لكنّي رايت بعيني في هذه السنين الأخيرة
__________________
(١) تقدمت ترجمته ص ٤٦.
(٢) كشكول الميبدي ، وفيه : قال السيد علي صدر الدين الراوي (اي راوي هذا الحديث) قوله صلى الله عليه وآله وسلم : بيت اي اهل بيت كقوله تعالى (فليدع ناديه) وقوله تعالى (واسئل القرية) وقوله : ما عاوانا كلب ، اي عوى علينا ، وايثار صيغة المفاعلة لاِفادة المبالغة فانّ الفعل متى غولب فيه بولغ فيه قطعا ، وعليه قوله تعالى (يخادعون الله) على ما قاله الزمخشري وغيره من المفسّرين ، ومفاد المبالغة في الخبر ان مضمونه مقصور على من تمادى في عنادهم ، ولجّ واصرّ على خصامهم ، دون من وقع ذلك منه نادراً ثم تاب واصلح ، والكلب مستعار لمن هو في الخسّة بمثابة والله العالم.