عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (١) وقال تعالى : (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ) (٢) ولا يخفى ما في هذه الآية الكريمة من الترغيب والحثِّ على الدعاء وأنّ به العصمة من البلاء.
روى سليمان بن عمر قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول : انّ الله لا يستجيب دعاءً بظَهر قَلب ساهٍ (٣) وفي لفظ آخر عنه عليه السلام : قلب قاس (٣) فاذا دعوت فأقبل بقلبك ثم استيقن الإجابة (٣) وعنه عليه السلام مَن سَرّه ان يُستجاب دعاؤه فليَطيِّب مَكسَبه (٣) وفي حديث آخر : فأِنّ الرجل يرفع اللقمةَ الى فيه من حرام فما تُستجاب له دعوة اربعين يوماً.
وعنه عليه السلام من حديث قال فيه : وانّ الله لا يُرفع اليه دعاء عبد وفي بطنه حرام ، أو عنده مظلَمةٌ لأحد من خلقه (٤).
__________________
خوفكم؟ (والخامسة) انكم قلتم انكم ترغبون في الجَنّة وأنتم في كل وقت تفعلون ما يباعدكم منها فأين رغبتُكم فيها؟ (والسادسة) انكم اكلتم نعمةَ المولى ولم تشكُروا عليها (والسابعة) انّ الله امركم بعداوة الشيطان وقال : (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) فعاديتموه بلا تولّ ، وواليتموه بلا مخالفة (والثامنة) انكم جعلتم عيوبَ الناس نصبَ عيونكم ، وعيوبَكم وراء ظهوركم ، تلومون من أنتم احقّ باللوم منه فأيُّ دعاء يُستجاب لكم ، وقد سددتم ابوابَه وطرقه؟ فاتّقوا الله وأصلِحوا أعمالكم ، وأخلِصوا سرائِركم ، وامروا بالمعروفِ ، وانهَوا عن المنكَرِ ، فيستجيب الله لكم. (سفينة بحار الأنوار ج ١).
الرضوي : وفي هذا البيان أيضاً تصديق لقوله تعالى (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ولغيره من الآيات الدالة على ان أعمال الاِنسان نفسه التي تُسخِطُ الله تعالى هي التي تكون سبباً للحرمان والخذلان والبُعد عن رحمةِ قديم الإحسان ، أمّا الله سبحانه فحاشاه من خُلف الوعد ، فهو أصدق القائِلين.
(١) سورة البقرة آية ١٨٦.
(٢) سورة الفرقان آية ٧٧.
(٣) عدّة الداعي.
(٤) سفينة بحار الأنوار : ج ١.