وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ضياءُ القلب من اكلِ الحلال (١).
وروي انّ موسى عليه السلام رأى رجلاً يتضرّع عظيماً ، ويدعو رافعاً يديه ويبتهل ، فأوحى الله تعالى الى موسى عليه السلام : لو فعل كذا وكذا ، لَما استجبت دعائه ، لأنّ في بطنه حراماً ، وعلى ظهره حراماً ، وفي بيته حراماً (٢) وورد : الدعاء مع اكل الحرام كالبناء على الماء (٣).
وهذا من اهمّ الموانع من اِجابة الدعاء ، وللدعاء شرائط وآداب ذكرت شطراً منها في التعليقة على حديث (الأربعماءة) عند قول أمير المؤمنين عليه السلام الدعاء يردّ القضاء المبرَم فاتخذوه عدّة.
وأمّا هنا فأقول : كما انّ هناك شروطاً لابدّ للداعي من مراعاتها والإحتفال بها ، وهي كثيرة ، وقد ذكر منها السيّد الأجلّ علي بن طاووس (٤) في (الإقبال) والشيخ الجليل ابن فهد (٥) في (عدّة الداعي) وغيرهما فلابدّ هنا من ذكر ما لابدّ
__________________
(١) نثر اللّئالي.
(٢) سفينة بحار الأنوار : ج ١.
(٣) عدّة الداعي.
(٤) قال في (أمل الآمل) : حاله في العلم والفضل ، والزهد والعبادة والثقة والفقه ، والجلالة والورع اشهر من أن يذكر ، وكان ايضاً شاعراً أديباً ، منشأ بليغا. قال : وذكره السيد مصطفى في رجاله فقال :
من اجلّاء هذه الطائفة وثقاتها ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، كثير الحفظ ، نقيّ الكلام ، حاله في العبادة والزهد اظهر من ان يذكر ، له كتب حسنة رضي الله عنه. الرضوي : ذكر الحرّ طاب ثراه مؤلفات هذا السيّد الطاهر القليل النظير ، فعليك باقتناء ما تيسّر لك منها ففيها معارف الهيّة ، والهامات ربانيّة تنير القلب. وتهدي الى الدربّ ، جلّ شأنه. وأخصّ منها بالذكر (كشف المحجّة لثمرة المهجة) فلا تغفل عن مطالعته.
وذكره الكفعمي في (البلد الأمين) فقال : السيّد العلّامة ، رضيّ الدين ، سليل الأنبياء والمرسلين ، أبو القاسم علي بنموسى بن جعفر ... الطاووس العلوي الفاطمي ، قدّس الله روحه ، واسكن الرحمة رِجامه وضريحه.
(٥) قال الشيخ الثقة الثبت الشيخ عباس القمي طاب ثراه في (الكنى والألقاب) في ترجمته :