منها فنقول : بعد ان عرفت ما هو الأهم منها : تعتبر في الداعي امور ثلاثة (اوّلها) صحّة الإعتقاد بمعنى ان يعتقد أنّ هذا الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم او عن الاِمام عليه السلام من حيث انه كلام المعصوم عليه السلام أو أنه أمر بالدعاء به فله الأثر البالغ في نيل المطلوب والوصول الى المقصود ، وأن الله تعالى يبلّغه به مأربه بلا ريب في ذلك ولا ترديد ، (وثانيها) التوجّه والاِنقطاع الى الله سبحانه حال الدعاء ، والإنقلاع عمّا سواه ، قال الله تعالى (فَادْعُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ) (١) (وثالثها صحّة
__________________
جمال السالكين ، ابو العباس احمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي الشيخ الأجل ، الثقة الفقيه ، الزاهد العالم ، العابد الصالح ، الورع التقي ، صاحب المقامات العالية ، والمصنفات الفائِقة ، كالمهذّب البارع شرح المختصر النافع و (الموجَز) و (التحرير) و (عدّة الداعي) و (التتحصين) و (اللُمعة الجلية) وغير ذلك.
توفي سنة ٨٤١ ودفن في جوار (مولانا) ابي عبد الله الحسين عليه السلام قرب (خيمگاه) وقبره مشهور يزار ، وينقل عن السيد الأجل صاحب الرياض انه ينتابه ويتبرك به.
(١) سورة المؤمن الآية ١٤. روى الشيخ قدس سره في الأمالي مسندا الى محمد بن عجلان قال : اصابتني فاقة شديدة واضاقة ، ولا صديق لمضيقي ، ولزمني دين ثقيل ، وغريم يلجَ باقتضائِه ، فتوجهت نحو دار الحسن بن زيد وهو يومئذ امير المدينة ، لمعرفة كانت بيني وبينه ، وشعر بذلك من حالي محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين عليه السلام وكانت بيني وبينه قديم معرفة فلقيني في الطريق فأخذ بيدي وقال لي : قد بلغني ما انت بسبيله ، فمن تؤمّل لكشف ما نزل بك؟ قلت : الحسن بن زيد ، فقال : اذن لا تُقضى حاجتك ، ولا تسعف بطلبتك ، فعليك بمن يقدرعلى ذلك ، وهو اجود الأجودين فالتمس ما تؤمله من قِبَلِه ، فإني سمعت ابن عمّي جعفر بن محمد عليه السلام يحدّث عن أبائِه عن جدّه عن أبيه الحسين بن علي عن ابيه علي بن ابي طالب عليه السلام عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال :
اوحى الله الى بعض انبيائِه في وحيه اليه : وعزّتي وجلالي ، لأقطعنّ امل كلّ مؤمِل غيري ، بالأياس ، ولأكسونّه ثوب المذلّة في الناس ، ولأبعدنّه من فَرَجي وفضلي ، ايؤمِل عبديفي الشدائِد غيري والأمور بيدي ، ويرجو سواي وانا الغنيّ الجواد؟ بيدي مفاتيح الأبواب وهي