أيدمر التركيّ :
انظر إلى النّيل السعيد المقبل |
|
والماء في أنهاره كالسلسل |
أضحى يريك الحسن بين مورّد |
|
من لونه حينا وبين مصندل |
ويمرّ في قيد الرياح مسلسلا |
|
بأحسنه من مطلق ومسلسل |
وترى زوارقه على أمواجه |
|
منسوبة للنّاظر المتأمّل |
مثل العقارب فوق حيّات غدت |
|
يسعى بها في عدوها ما يأتلي |
وكأنما أسماكه من فضّة |
|
من جمد ذائب مائه من أوّل |
بعضهم :
أتطلب من زمانك ذا وفاء |
|
وتأمل ذاك جهلا من بنيه؟ |
لقد عدم الوفاء به وإنّي |
|
لأعجب من وفاء النّيل فيه |
ومن كلام القاضي الفاضل في وصف النّيل المصريّ الذي يكسو الفضاء ثوبا فضّيّا ، ويدلي من الأرض ماءه سراجا من النّور مضيّا ، ويتدافع تيّاره واقفا في صدر الجدب بيد الخصب ، ويرضع أمّهات خلجه المزارع فيأتي أبناؤها بالعصف والأبّ (١).
وقال فيه أيضا :
وأمّا النّيل فقد امتدّت أصابعه ، وتكسّرت بالموج أضالعه ، ولا يعرف الآن قاطع طريق سواه ، ولا من يرجى ويخاف إلّا إيّاه.
وقال أيضا :
وأمّا النّيل المبارك فقد امتدّت أصابعه ، وتكسّرت بالموج أضالعه ، ولا يعرف الآن قاطع طريق سواه ، ولا من يرجى ويخاف إلّا إيّاه.
وقال أيضا :
وأمّا النّيل المبارك فقد ملأ البقاع ، وانتقل من الإصبع إلى الذراع ، فكأنّما غار على الأرضه فغطّاها ، وأغار عليه فاستقعد وما تخطّاها.
ومن كتاب السجع الجليل فيما جرى من النيل :
وأما البحر الّذي بنى عليه عنوان هذه العبوديّة ، فلا تسأل عمّا جرى منه ، وما نقلت الرّواة من العجائب عنه ؛ وذلك أنّه عمّ في أوّل قدومه بالنفع البلاد ، وساوى بين بطون الأودية وظهورها الوهاد. وقدم المفرد مبشّرا بوفائه في جمع لا نظير له في الآحاد ، واحمرّت على من طلب الغلاء عيونه ، وتكفّل للمعسر بأن يوفي بعد وفائه
__________________
(١) الأبّ : الاشتياق.