بك يا أبا مليكة من خيرك وشرك).
فقال له الحطيئة : (كنت قد قلت بيتين فاستمع اليهما): (١)
سألت فلم تبخل ولم تعط طائلا |
|
فسيان لا ذم عليك ولا حمد |
وأنت أمرئ لا الجود بك سجية |
|
فتعطي ولا يعدى على النائل الوجد (٢) |
وبعد معركة (دير الجماجم) سنة (٨٢) للهجرة جيء بعتيبة بن النهّاش أسيرا إلى الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ، فقال له الحجّاج : أنت عتيبة بن النهّاش؟ فقال : نعم أصلح الله الأمير ، أنا عتيبة بن النهّاس ، فقال له الحجّاج : بايعت عدوّنا عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث؟ قال : نعم ، بايعته أيّها الأمير خوفا على نفسي وأهلي وولدي ، ولم أقاتل معه أحدا فليشملني عفوك ورضاك ، فقال الحجّاج : يا عبد النخع ، أمقعد في الجماعة وصحيح في الفتنة؟ لقد فعلت بعثمان ما فعلت ثمّ عفا عنك يزيد وابنه معاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، وأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ، ثمّ جئت إلى العراق فعفوت عنك ، ورفعت منزلك وأنّك قد نظرت وسمعت إلى مطر بن ناجية اليربوعي وهو من أعراب بني تميم يشتمني على المنبر ويشتم عبد الملك بن مروان فنهضت معه أيدت رأيه ثمّ التفت الحجّاج إلى يزيد بن هبيرة المحاربي وقال له : يا يزيد خذه اليك اضرب عنقه. (٣)
وقيل عند ما جاء الحطيئة إلى عتيبة بن النهّاش قال : (٤)
لا أعد الأقتار عدما ولكن |
|
فقد من رزئته الأعوام |
وفي سنة (٣٥) للهجرة كان عتيبة بن النهّاش أميرا على (حلوان) من
__________________
(١) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٢ / ١٦٨.
(٢) الوجد : السعة واليسار.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٧ / ١٤٢.
(٤) أبو الفضل إبراهيم ـ قصص العرب. ج ١ / ١٩٩.