عندها أخذ المغيرة يبعث بالرسائل الواحدة تلو الأخرى إلى الحجّاج يطلب منه المجيء إلى الكوفة بالسرعة ووصل الحجّاج عصرا ونزل شبيب في (السبخة) مساء ثمّ ذهب شبيب إلى قصر الإمارة فحاصر الحجّاج فيه ثمّ ذهب شبيب إلى القادسية ودارت معركة بين الجانبين قتل خلالها الكثير من كلا الجانبين (١).
وفي سنة (٧٧) للهجرة عاد شبيب إلى الكوفة ونزل في (حمّام أعين) فخرج إليه الحجّاج ومعه أهل الشام وجعل عروة بن المغيرة في ثلاثمائة رجل من أهل الشام ظهيرا له ثمّ اقتتلوا قتالا شديدا ثمّ هرب شبيب (٢).
وعند ما جاء عبد الملك بن مروان إلى العراق لمحاربة مصعب بن الزبير ، كان عروة بن المغيرة قريبا من مصعب (وقد تخلّى عنه أصحابه ، وتركوه وحيدا في المعركة) فقال مصعب لعروة : أخبرني عن الحسين بن عليّ ، كيف صنع بامتناعه عن النزول على حكم ابن زياد وعزمه على الحرب.
فقال المغيرة : (٣)
إنّ الأولى بالطفّ من آل هاشم |
|
تأسوا فسنوا للكرام التآسيا |
فقال عروة : علمت بأن مصعب لا ينهزم ، ولا يتنازل ، ولا يسلم نفسه حتى يقتل.
مات عروة بن المغيرة بعد التسعين ، (٤) وقيل بضع وثمانين.
__________________
(١) الزركلي ـ الأعلام. ج ٣ / ٢٢٩.
(٢) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٢٧٠.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٤ / ٣٢٧ وأبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٩ / ١٢٩.
(٤) الذهبي ـ تاريخ الأعلام. ج ٦ / ١٥٢. وابن حجر العسقلاني ـ تقريب التهذيب. ص ٣٣٠.