وعبد الله بن الزبير ... الخ). (١)
ولمّا مات معاوية سنة (٦٠) للهجرة ، غسّله وكفّنه الضحّاك ، وخطب في الناس قائلا : (إنّ ابن هند قد مات ، وهذه أكفانه على المنبر ، ونحن مدرجوه فيها ، ومخلون بينه وبين ربّه ، ثمّ هو البرزخ إلى يوم القيامة ، ولو كان يزيد حاضرا ، لم يكن للضحاك ولا لغيره أن يفعل من هذا شيئا). (٢)
وكان الضحّاك بن قيس أوّل من بايع يزيد بن معاوية بالخلافة ، وذلك حينما عهد معاوية بولاية العهد لأبنه يزيد سنة (٥٩) للهجرة ، وفي ذلك قال عبد الرحمن بن همّام السلوليّ : (٣)
فإن تأتوا برملة أو بهند |
|
نبايعها أميرة مؤمنينا |
وفي حرب صفّين الّتي دارت رحاها بين الإمام عليّ عليهالسلام وبين معاوية ابن أبي سفيان كان الضحّاك بن قيس على الرجّالة (٤) كلها بجانب معاوية. (٥)
ولمّا مات يزيد بن معاوية سنة (٦٤) للهجرة ، كتب الضحّاك إلى قيس ابن الهيثم : (السلام عليك ، أما بعد ، فإن يزيد بن معاوية قد مات ، وأنتم إخواننا فلا تسبقونا بشيء حتّى نختار لأنفسنا). (٦)
ثم بايع أهل دمشق (الضحّاك) على أن يصلي بهم ويتولى أمورهم لحين الاتّفاق على انتخاب خليفة جديد.
وحينما مات معاوية (الثاني) بن يزيد بن معاوية ، كان النعمان بن بشير الأنصاريّ هو أوّل من بايع عبد الله بن الزبير بالخلافة (وكان آنذاك أميرا
__________________
(١) الجاحظ ـ البيان والتبيين. ج ٢ / ١٣١.
(٢) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٧ / ٢١٢.
(٣) وبقية الأبيات ذكرناها في ص ٦.
(٤) الرجّالة : أي المقاتلين وليس عندهم خيول أو جمال أو غيرها ، أي المشاة.
(٥) وذكر نصر بن مزاحم بأن الضحّاك بن قيس كان على أهل دمشق (وهم القلب). وقعة صفّين. ج ٣ / ٢٣٣.
(٦) تاريخ الطبري. ج ٥ / ٥٠٤.