ولّاه معاوية بن أبي سفيان إمارة الكوفة سنة (٥٣) (١) للهجرة في شهر صفر ، وقيل سنة (٥٥) (٢) وذلك بعد عزل (٣) عبد الله بن خالد بن أسيد.
ثم عزله سنة (٥٨) وقيل سنة (٥٧) (٤) للهجرة ، وعيّن مكانه عبد الرحمن بن أمّ الحكم (٥). ثمّ ولّاه إمارة دمشق بعد عزله عن الكوفة.
وقيل في نسبه أيضا هو : الضحّاك بن قيس بن خالد الأكبر بن وهب ابن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك. (٦)
وكان الضحّاك بن قيس من المقربين عند معاوية بن أبي سفيان ، فعندما شعر معاوية بدنو أجله ، أرسل إلى الضحّاك (وكان آنذاك مدير شرطته) وقال : بلّغ (٧) وصيتي هذه : (أنظر أهل الحجاز فإنّهم أصلك ، فأكرم من قدم عليك منهم ، وتعاهد من غاب ، وانظر أهل العراق ، فإن سألوك أن تعزل عنهم كلّ يوم عاملا فافعل ، فإنّ عزل عامل أحبّ إليّ من أن تشهر عليك مائة ألف سيف ، وانظر أهل الشام فليكونوا بطانتك وعيبك ، فإن نابك شيء من عدوّك فانتصر بهم ، فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام إلى بلادهم ، فإنّهم إن أقاموا بغير بلادهم ، أخذوا بغير أخلاقهم ، وإنّي لست أخافها من قريش ، إلّا ثلاثة : حسين بن عليّ وعبد الله بن عمر بن الخطاب
__________________
(١) الذهبي ـ سير أعلام النبلاء. ج ٣ / ٢٤٣. ومحمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٨٥.
(٢) تاريخ الطبري. ج ٥ / ٣٠٠ وتاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ٣١٥. ومحمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٨٧.
(٣) وذكر ابن بكار بأن الّذي ولي إمارة الكوفة بعد عبد الله بن خالد هو : عبد الرحمن ابن أمّ الحكم ـ الموفقيات. ص ٢٩٨.
(٤) محمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٨٩.
(٥) تاريخ ابن خلدون. ج ٣ / ١٣٦. ومحمّد مختار باشا ـ التوفيقات الإلهامية. ج ١ / ٩٠.
(٦) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ١١ / ١٢٩.
(٧) بلغ : أي أخبر ولدي (يزيد). لأن يزيد كان خارج دمشق عند موت معاوية.