ثم أخذ مصعب بقتل جميع من كان مع المختار (بعد أن أعطاهم الأمان) وكان عددهم ثلاثة آلاف رجل ، وقيل سبعة آلاف. ثمّ طلب مصعب بإحضار زوجتي المختار وطلب منهما البراءة من المختار أو القتل فتبرأت إحداهن (١) أما الثانية فهي أسماء (٢) بنت النعمان بن بشير الأنصاريّ وقد رفضت البراءة منه وقالت : (شهادة أرزقها ثمّ أتركها؟ كلّا .. إنّها موتة ثمّ الجنة ، والقدوم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهالسلام .. والله لا يكون مع ابن هند فأتبعه وأترك ابن أبي طالب. اللهم اشهد ، إنّي متبعة نبيك وابن بنته وأهل بيته). (٣)
فأمر مصعب بقتلها ، وفي ذلك قال عمرو بن أبي ربيعة : (٤)
إنّ من أعجب العجائب عندي |
|
قتل بيضاء حرّة عطبول |
قتلت هكذا على غير جرم |
|
إنّ لله درها من قتيل |
كتب القتل والقتال علينا |
|
وعلى المحصنات جرّ الذيول |
وقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في ذلك أيضا أبياتا نقتبس منها : (٥)
أتى راكب بالأمر ذي النبأ العجب |
|
بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب |
بقتل فتاة ذات دلّ ستيرة |
|
مهذّبة الأخلاق والخيم والنسب |
ومنها :
فلا هنأت آل الزبير معيشة |
|
وذاقوا لباس الذلّ والنكب والكرب |
__________________
(١) إحداهن : هي أم ثابت بنت سمرة بن جندب الفزارية.
(٢) أسماء : وقيل اسمها عمرة.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٦ / ١٩٩. والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٣١٢.
(٤) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٦ / ٢٠٠. وتاريخ اليعقوبي. ج ١٣ / ١١. وتاريخ الطبري. ج ٦ / ١١٢. والمسعودي ـ مروج الذهب. ج ٣ / ١٠٠. والبراقي ـ تاريخ الكوفة. ص ٣١٢.
(٥) تاريخ الطبري. ج ٦ / ١١٣.