إلى سمل عيون الخلفاء مثل (المستكفي بالله) والى قتل البعض الآخر منهم (كالمقتدر) و (المتوكل) وغيرهما ، وعمّت الفوضى في كافّة أنحاء البلاد ، وأصبح الاهتمام بجمع الضرائب كبيرا ، فكانت المساومة قائمة على قدم وساق لمن يريد أن يكون (أميرا) فما عليه إلّا أن يدفع كثيرا ، وبغضّ النظر عن كفاءته وإخلاصه ، والطرق الّتي يتّبعها البعض في جباية الأموال ، ومدى تعسفه وظلمه لأهل الولاية (١).
ثمّ ازداد نفوذ الأتراك في سياسة البلاد ، إضافة إلى تدخّل النساء وأفراد الحاشية في الحكم ، فقد عزل (المقتدر بالله) عدة مرات ، ثمّ قتل أخيرا (كما ذكرنا آنفا) ، كما أصبح عزل وتعيين الوزراء والأمراء خلال أيّام معدودة من الأمور المألوفة ، فقد عيّن سبعة أمراء على (ماه الكوفة) (٢) خلال عشرين يوما (٣).
وعند ما نشط القرامطة في الكوفة ، أصبح القادة العسكريّون هم الّذين يتولّون منصب ولاية الكوفة ، فقد تولّاها أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان سنة (٣٠٩) (٤) للهجرة إضافة إلى ولاية (طريق الحجّ) وهو قائد عسكري.
ثمّ وليها بعده (ياقوت) و (جعفر بن ورقاء) وغيرهما.
وفي سنة (٣٢٨) للهجرة استحدثت ولاية جديدة هي (ولاية طريق الكوفة ـ مكّة) وقد عيّن عليها أبو بكر البرجمالي ، وذلك بعد عزل الحسن ابن هارون ، ثمّ تولّاها (بجكم) بعد عزل (لؤلؤ) (٥).
__________________
(١) حسام الدين السامرائي ـ المؤسسات الإدارية. ص ١١٦.
(٢) ماه الكوفة : الدينور.
(٣) أمينة البيطار ـ تجارب الأمم لمسكويه. ص ١٠٥ ومعن صالح مهدي ـ الكوفة في العصر العبّاسي. ص ٤٩.
(٤) حمدان عبد المجيد الكبيسي ـ عهد الخليفة المقتدر بالله. ص ٥٢٠.
(٥) معن صالح مهدي ـ الكوفة في العصر العبّاسي. ص ٤٩.