فساروا والتقت الجيوش في (فم الفيل) (١) فوقعت معركة ضارية بين الطرفين قتل فيها ثلاثة آلاف فارس ، وكان يزيد بن المهلّب وسط القتلى ، فقال رجل من أهل الشام : (٢)
ألا ترى بطشة الله الّتي بطشت |
|
بابن المهلّب أن الله ذو نقم |
فما الجياد من البلقاء منطلقا |
|
شهرا يغلغل في الاسان والنجم |
فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم |
|
كأنهم من ثمود الحجر أو إرم |
وقال الشاعر ثابت (٣) بن قطنة يرثي يزيد بن المهلّب : (٤)
كلّ القبائل بايعوك على الّذي |
|
تدعو إليه طائعين وساروا |
حتّى إذا حضر الوغى وجعلتهم |
|
نصب الأسنة أسلموك وطاروا |
إن يقتلوك فإنّ قتلك لم يكن |
|
عارا عليك وبعض قتل عار |
وقال ثابت بن قطنة أيضا يرثي ابن المهلّب : (٥)
أبى طول هذا اللّيل أن يتصرّما |
|
وهاج لك الهمّ الفؤاد المتيما |
أرقت ولم تأرق معي أمّ (٦) خالد |
|
وقد أرقت عيناي حولا محرّما |
وقال ابن قطنة يرثيه أيضا : (٧)
ألا يا هند طال عليّ ليلي |
|
وعاد قصيره ليلا تماما |
كأنّي حين حلقت الثريا |
|
سقيت لعاب أسود أو سماما |
__________________
(١) فم الفيل : يعرف هذا.
(٢) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ١٩.
(٣) ثابت بن قطنة : من شعراء خراسان وفرسانهم.
(٤) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان. ج ٦ / ٣٠٧.
(٥) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٨٨.
(٦) أم خالد : زوجة يزيد بن المهلّب.
(٧) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٦٠٣.