يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة.
وفي أيّام عمر بن عبد العزيز ، وعند ما كان عبد الحميد بن عبد الرحمن أميرا على الكوفة ثار جماعة من الخوارج بالعراق سنة (١٠٠) للهجرة ، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز أن يدعوهم للعمل بكتاب الله وسنّة نبيه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتب اليهم عبد الحميد ، إلّا أنّهم لم يسمعوا ، ولم يطيعوا ، عندها أرسل اليهم عبد الحميد جيشا فحاربهم ودارت معركة بين الطرفين ، أسفرت عن هزيمة جيش عبد الحميد ، ولمّا سمع عمر بانهزام جيش عبد الحميد ، أرسل مسلمة بن عبد الملك ومعه جيش من أهل الشام ، فوصل مسلمة ، وحارب الخوارج وهزمهم شرّ هزيمة.
وكتب عمر بن عبد العزيز بكتاب إلى عبد الحميد جاء فيه : (قد بلغني ما فعل جيشك جيش السوء ، وقد بعثت بمسلمة بن عبد الملك ، فخل بينه وبينهم). (١)
وعند ما بويع ليزيد بن المهلّب في البصرة ، قبض عبد الحميد بالكوفة على خالد بن يزيد بن المهلّب وحمال بن زمر ، فحبسهما ، ثمّ أرسلهما إلى الشام فحبسهما يزيد بن عبد الملك حتّى ماتا في حبسهما ، ثمّ أرسل يزيد بن عبد الملك الأموال إلى الكوفة ووعدهم بالزيادة. (٢)
ولمّا جاء يزيد بن المهلّب بجيشه قاصدا الكوفة ، خرج عبد الحميد إلى (النخيلة) وعسكر بها وجعل الرصد والعيون على أهل الكوفة لئلا يلتحقوا بجيش ابن المهلّب ، ثمّ جاء مسلمة بن عبد الملك فعزل عبد الحميد عن الكوفة ، وولى عليها محمّد بن عمرو بن الوليد بن عقبة وذلك سنة (١٠١) (٣)
__________________
(١) ابن سعد ـ الطبقات. ج ٥ / ٣٥٧. وتاريخ الطبري. ج ٦ / ٥٥٥.
(٢) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٧٣.
(٣) الطبري. ج ٦ / ٥٩٣. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٨٠.