أرسل بروؤسهم إلى الشام ، وأرسل الأسرى وعددهم ثلثمائة رجل إلى محمّد بن عمرو لحبسهم في الكوفة. (١)
ثمّ أمر يزيد بن عبد الملك بقتل جميع الأسرى الّذين هم في سجون الكوفة ، فأخذ محمّد (ذو الشامة) يقتل عشرين شخصا كلّ يوم ، ثمّ زادهم إلى ثلاثين ، ثمّ قام ثلاثون رجل من بني تميم فقالوا : نحن الّذين انهزمنا بالناس ، فابدأوا بنا قبل الآخرين ، فقال (العريان) (٢) : أخرجوا على اسم الله ، وأرسل إلى (ذي الشامة) يخبره بإخراجهم ومقالتهم فبعث إليه (ذو الشامة) أن إضرب أعناقهم جميعا ، وبعد أن قتلوا كلّهم أمر مسلمة بن عبد الملك بالكفّ عن قتل الأسرى. فقال صاحب بن ذبيان من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم : (٣)
لعمري لقد خاضت معيط دمائنا |
|
بأسيافها حتّى انتهى بهم الوحل |
وما حمل الأقوام أعظم من دم |
|
حرام ولا ذحل إذ التمس الذحل |
حقنتم دماء المصلتين عليكم |
|
وجرّ على فرسان شيعتك القتل |
وقى بهم العريان فرسان قومهم |
|
فيا عجبا أين الأمانة والعدل؟ |
وقال محمّد (ذو الشامة) يرثي عبد العزيز وابنه الأصبغ ، وكان محمّد أميرا على مصر : (٤)
تقول غداة قطعنا الجفا |
|
ر والعين بالدمع مغرورقة |
فقال امرؤ كاره للفرا |
|
ق تاع البلاد وباع الرقه |
وفارق إخوانه كارها |
|
وأهل الصفاء وأهل الثقة |
__________________
(١) تاريخ الطبري ج ٦ / ٥٩٧ وابن الأثير ـ الكامل ـ ج ٥ / ٧٥.
(٢) العريان : رئيس شرطة الكوفة.
(٣) تاريخ الطبري. ج ٦ / ٥٩٩.
(٤) الكنديّ ـ الولاة في مصر. ص ٧٧.