الكوفة فولّاه خالد (المعونة) في (الريّ) (١) ثمّ ولّاه الشرطة.
وقيل : إنّ خالد القسريّ قال لزياد الحارثي : (إذا سمعت بي قد ولّيت العراق فالحق بي). (٢) ولم تمض أيّام حتّى ولي خالد القسريّ العراق والمشرق كلّه فذهب زياد إلى الكوفة ودخل على خالد فرحّب به كثيرا وأعطاه ستمائة دينار ، ثمّ بقي زياد أياما في الكوفة يتردد خلالها على خالد.
وذات يوم أخبره خالد بأنّه قد ولّاه خراج (الريّ) وذلك بعد سنة (١٠٥) للهجرة (٣) ، وعند ما حوصر يزيد بن عمر بن هبيرة في (واسط) من قبل الجيوش العباسية ، كان زياد الحارثي وزياد بن صالح الحارثي مع ابن هبيرة ، وقالا لابن هبيرة : دعنا نذهب إلى أبي جعفر المنصور لنصلح بينكما ، وحينما ذهبا إلى أبي جعفر المنصور طلبا العفو والأمان لهما ولم يفعلا شيئا لأبن هبيرة ، كان ذلك سنة (١٣٢) (٤) للهجرة.
ولمّا بويع أبو العباس السفّاح بالخلافة في الكوفة سنة (١٣٢) للهجرة ، ولّاه إمارة مكّة والمدينة والطائف واليمامة بعد موت أميرها السابق داود بن عليّ ، ثمّ أقرّه أبو جعفر المنصور على ولايته ، عند ما جاء بعد أخيه السفّاح إلى الخلافة. (٥) وقيل مات داود بن عليّ سنة (١٣٣) للهجرة (أمير المدينة) فولّى أبو العباس السفّاح مكانه خاله زياد الحارثي. وأضاف له مكّة والطائف واليمامة. (٦) كما وحجّ بالناس في هذه السنة (أعني سنة ١٣٣
__________________
(١) الريّ : عاصمة خراسان وهي كبرى مدنها.
(٢) تاريخ الطبري. ج ٧ / ٢٧.
(٣) نفس المصدر السابق.
(٤) المصدر اعلاه. ج ٧ / ٤٥٤.
(٥) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٤٨.
(٦) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٧ / ٣٢١. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٤٨.