مكانه يوسف بن عمر ، وأمره أن يأخذ يزيد بن خالد القسريّ فيعذّبه أشدّ عذاب ويأخذ منه الأموال الّتي جباها من أهل العراق. (١) فجاء يوسف بن عمر ونزل في (الحيرة) ، وجيء بيزيد بن خالد من البصرة ، فأخذ منه أموالا كثيرة ، وأخذ يعذّبه ليعترف بالأموال الباقية ، وهدّده بالقتل إن لم يدفعها. فقال له يزيد بن خالد : لا تسرع بقتلي ، فإن لي بذمة زيد بن عليّ ابن الحسين ، ومحمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، وداود بن عليّ بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ، وإبراهيم بن سعد بن عبد الرحمن بن عوف ، وأيوب بن سلمة بن عبد الله المخزومي (وكان هؤلاء جميعهم حينذاك في الشام عند هشام بن عبد الملك). فكتب يوسف بن عمر إلى هشام بن عبد الملك ليعلمه بذلك ، فدعاهم هشام ، فأنكروا ما ادعاه يزيد بن خالد ، ثمّ بعد ذلك أرسلهم هشام إلى يوسف بن عمر ليجمع بينهم ويتوصل إلى حقيقة الأمر. ولمّا وصلوا إلى الكوفة ، سألهم يوسف بن عمر عن الأموال الّتي استودعها لديهم يزيد بن خالد القسريّ ، فأنكروا ذلك ، ثمّ أحضر يزيد بن خالد فقال له يوسف بن عمر : هؤلاء القوم ، الّذين ادعيت إنّك استودعتهم الأموال ، فماذا تقول؟ فقال يزيد بن خالد : (ما لي عندهم قليل ولا كثير ولا دعوة ولا طلبة). فغضب يوسف بن عمر فأودعه السجن ، وأخذ يعذّبه حتى مات. (٢)
هذا وقد ذكر أكثر المؤرخين بأنّ يزيد بن خالد القسريّ قد قتل في
__________________
(١) وذكر البعقوبي بتاريخه أن هشام بن عبد الملك أرسل يوسف بن عمر إلى الكوفة وأمره أن يقبض على خالد بن عبد الله القسريّ (وليس أبنه يزيد) وأن يأخذ منه ستّة وثلاثين ألف ألف درهم. (تاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ٣٢٣).
(٢) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ١١٠.