وهذا بعث بالرأس إلى الوليد بن يزيد بالشام ، ثمّ صلب الجسد (بلا رأس) على باب الجوزجان ، وبقي مصلوبا إلى أن جاءت (المسودة) (١) فأنزلوه ، وغسلوه ، ثمّ دفنوه ، ثمّ إن أهل خراسان لبسوا السواد عليه حتّى صار زيا لهم.
وفي سنة (١٢٣) للهجرة أرسل يوسف بن عمر إلى الشام الحكم بن الصلت ، ليواجه الخليفة هشام بن عبد الملك ، ويطلب منه أن يعزل نصر بن سيّار عن إمارة خراسان ويضّمها إليه ، إلّا أنّ هشام لم يلتفت إليه. (٢)
ولمّا آلت الخلافة إلى الوليد بن يزيد ، ذهب يوسف بن عمر إلى الوليد في الشام ، واشترى منه (نصر بن سيّار وعماله) فأعاد الوليد إمارة خراسان إلى يوسف بن عمر وضمها إلى العراق ، كان ذلك سنة (١٢٥) للهجرة.
وفي سنة (١٢٦) للهجرة ، قرّر الوليد بن يزيد ، عزل يوسف بن عمر عن العراق ، وعن إمارة الكوفة بالذات ، وتوليتها إلى عبد الملك بن محمّد بن الحجّاج بن يوسف الثقفيّ ، فلمّا سمع يوسف بذلك ، ذهب إلى الشام ، ومعه الهدايا النفيسة ، والأموال الطائلة والأمتعة ، والأواني الذهبية ، ما لم يحمله مثله من العراق ، واستخلف على الكوفة ابن عمّه (يوسف بن محمّد بن الحكم الثقفيّ) ، ولمّا وصل يوسف بن عمر إلى الشام ، ومعه تلك الأموال ، والهدايا الثمينة ، قال الوليد (إرجع إلى عملك) (٣) أيّ إلى إمارتك.
وقيل إنّ يوسف بن عمر ، كان أحمق عربي ، أمر ونهى في دولة
__________________
(١) المسودة : جماعة العباسيين ، دعاة العباسيين.
(٢) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٧ / ٢٢٥.
(٣) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ٨ / ١٣٨. والمسعودي ـ المروج. ج ٣ / ٢١٦. وأبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٧ / ٤٩.