قادة الجيش الشاميين اعتذروا لأهل الكوفة ، وحلفوا لهم بأنهم لم يقولوا شيئا مما سمعوه ، وكان عبد الله بن عمر آنذاك في الحيرة. (١)
ولمّا جاء الضحّاك بن قيس الشيبانيّ إلى الكوفة سنة (١٢٧) للهجرة ، وقعت معركة بينه وبين عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، قتل خلال المعركة جعفر بن العباس الكنديّ (أخو عبيد الله) ، ثمّ دخل الضحّاك مدينة الكوفة واستولى عليها ، فخاف عبيد الله على نفسه من بطش الضحّاك ، فذهب إليه فبايعه ، صار في عسكره ، فقال أبو عطاء السندي يعيّره على مبايعته للضحّاك ، لأنّ الضحّاك قتل أخاه (جعفر) عند بدء المعارك كما ذكرنا : (٢)
قل لعبيد الله لو كان جعفر |
|
هو الحي لم يجنح وأنت قتيل |
ولم يتبع المراق والثار فيهم |
|
وفي كفه عضب الذباب صقيل |
إلى معشر أرادوا أخاك وأكفروا |
|
أباك فماذا بعد ذاك تقول؟! |
ولمّا سمع عبيد الله هذه الأبيات غضب وقال :
فلا وصلتك الرحم من ذي قرابة |
|
وطالب وتر والذليل ذليل |
تركت أخا شيبان يسلب بزّه |
|
ونجّاك خوّار العنان مطول |
ولمّا قتل جعفر (أخو عبيد الله بن العباس) وعاصم (أخو عبد الله بن عمر بن عبد العزيز) قالت أمّ البرذون الصفريّة : (٣)
نحن قتلنا عاصما وجعفرا |
|
والفارس الضبي حين أصحرا |
ونحن جئنا الخندق المقعرا |
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٧ / ٢٨٤.
(٢) تاريخ الطبرى. ج ٧ / ٣٢٠. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٣٣٦.
(٣) تاريخ الطبرى ج ٢ / ٣١٩.