ابن بشير العجلي من الكوفة وذهب إلى واسط ، والتحق بيزيد بن عمر بن هبيرة. (١)
وعند ما كان يزيد بن عمر بن هبيرة محاصرا في واسط ، من قبل الجيوش العباسيّة قيل له : بأنّ أميّة التغلبي قد (سوّد) (٢) ، فأرسل إليه أحد قادته ، ولمّا وصل ذلك القائد إلى بيت أميّة قال له : إنّ الأمير ابن هبيرة قد أرسلني لأفتّش دارك فإذا وجدت فيه (سوادا) علقته في عنقك ، ومضيت بك إلى الأمير ، وإن لم أجد فيه (سوادا) فهذه خمسون ألف صلة لك. فرفض أن يفتش بيته ، فأمر ابن هبيرة بحبسه ، فذهب معن بن زائدة وجماعة من ربيعة وطلب منه أن يخلي سبيله فرفض ابن هبيرة طلبهم.
فذهب معن بن زائدة وجماعته ، فأخذوا ثلاثة رجال من بني فزارة فحبسوهم ، ثمّ شتموا ابن هبيرة ، وبعد ذلك ذهبوا إلى ابن هبيرة ، وطلبوا منه أن يطلق سراح أبا أميّه ، مقابل إطلاق سراح الثلاثة رجال ، فرفض ابن هبيرة طلبهم أيضا. عندها اعتزل عبد الرحمن بن بشير العجلي ، ومعن بن زائدة عن العمل في صفوف جيش ابن هبيرة كقادة ، فذهب يحيى بن حطّين إلى ابن هبيرة وقال له : (إنّ فرسانك قد أفسدتهم ، وإن تماديت في ذلك ، كانوا أشدّ عليك ممن حاصروك). (٣)
وعند ذلك أمر ابن هبيرة بإطلاق سراح أبي أميّه ، ثمّ كساه وأكرمه ، ثمّ اصطلح الجميع ، وعادوا ال ما كانوا عليه سابقا. (٤)
__________________
(١) ابن أعثم الكوفي ـ الفتوح. ج ١ / ١٧٧.
(٢) سوّد : أي جعل شعاره السواد ، والسواد هو شعار العباسيين.
(٣) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٣٩.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٧ / ٤٥٢. وابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٣٩.