قتله الواثق) (١).
وكان القاضي سوار بن عبد الله (قاضي البصرة) قد أمر بإحضار زينب بنت سليمان بن عليّ لشكوى تقدّم بها نبطي ضدّها ، فامتنعت عن الحضور ، فكتب سوار إلى أمير البصرة (الهيثم بن معاوية) يطلب فيه إحضار زينب لمجلس القضاء فقيل له : (إنّها بنت سليمان بن عليّ) فقال سوار : (فهي أولى من أعطى الحقّ من نفسه ، إذا كانت بهذا الموضع الرفيع).
وعند ما ولي إسماعيل بن عليّ إمارة البصرة سنة (١٤٣) (٢) للهجرة ، ذهب إليه سوار القاضي للسلام عليه ، فعظّمه إسماعيل وقرّبه منه ، وأجلسه مكانا رفيعا ، فدخل في تلك الساعة جعفر بن سليمان (أخو زينب) فرأى سوارا بتلك المنزلة العالية ، قال لإسماعيل : (أتعظّم وتقدّر ابن التركيّة ، وقد أراد إثبات أختك على كذا وكذا؟!!
فالتفت سوار إلى إسماعيل وقال له : (أصلح الله الأمير ، إنّه ذكر أمّي ، وقال (ابن التركية) ، وإنّا معشر العرب قدمنا من هذه البادية وفي أبداننا نحف وقلّة ، فنظرنا إلى هذه الأعاجم فإذا هي أمدّنا أجساما وأشدّ منا بياضا وأظهر منّا حالا فرغبنا فيهم ، فاتخذ منهم : السنديّة والهنديّة والخراسانيّة والبربريّة ، فولدن فينا ، فمددن في أجسامنا ، وبيضنا من ألواننا وحسّن من وجوهنا). ثمّ قام سوار وخرج ، فقال إسماعيل لجعفر : (هل رضيت بذلك؟ والله قد ذكر أمي ، وأم أبيك ، وأم أمير المؤمنين) (٣). مات إسماعيل بن عليّ بالكوفة سنة (١٤٦) (٤) للهجرة ودفن بها ، وقيل مات سنة
__________________
(١) ابن الأثير ـ الكامل. ج ٥ / ٤٤٣ و٤٤٨.
(٢) ابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٨ / ٣٧ والذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ٩ / ٧٠.
(٣) وكيع ـ أخبار القضاة. ج ٢ / ٦١.
(٤) ابن منظور ـ مختصر تاريخ دمشق. ج ٤ / ٣٧٠ وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ٨ / ٩٧.