سنة (١٧٠) للهجرة ، ثمّ عينه هارون (صاحب حرسه).
وعند ما كان هارون الرشيد في (الرّقة) سنة (١٨٦) للهجرة ، أخذ البيعة لأبنه الأمين ومن بعده لأخيه المأمون ، ومن بعد المأمون (للقاسم) فأمر الرشيد هرثمة بن أعين بالذهاب إلى بغداد وأخذ البيعة فيها لأولاده الثلاث (١).
وفي سنة (١٩٧) للهجرة عزل عليّ بن عيسى بن ماهان عن إمارة خراسان عزله الرشيد ، وولّاها إلى هرثمة بن أعين ، وحينما وصل هرثمة إلى خراسان طلب من عيسى بن ماهان ومن أولاده وعماله ، تسليمه كافة الأموال العائدة للخليفة ، ثمّ نصب مجلسا للمظالم ، وطلب من عيسى وعماله إعطاء الناس كافّة الأموال الّتي أخذوها منهم بدون حقّ (٢).
وعند ما حصل الخلاف بين الأخوين (الأمين والمأمون) واشتدّ النزاع بينهما التحق هرثمة بالمأمون ، فولّاه المأمون (الحرس الخاصّ) (٣). ولمّا سمع الأمين بذلك ، غضب غضبا شديدا ، وعقد حوالي أربعمائة لواء لعدّة قادة ، وأناط القيادة العليا بعلي بن محمّد بن عيسى بن نهيك ، وأمرهم بالذهاب إلى محاربة هرثمة بن أعين ، فالتقى الجيشان بالقرب من النهروان ، فوقعت معركة بين الطرفين أسفرت عن هزيمة جيش ابن نهيك ، ثمّ وقع في الأسر ، فأرسل إلى المأمون في خراسان ، ثمّ زحف هرثمة بجيشه واستولى على النهروان (٤).
وفي سنة (١٩٧) للهجرة ، زحفت جيوش هرثمة بن أعين وزهير بن المسيب الضبي وطاهر بن الحسين نحو بغداد فحاصروها ، وحاصروا الأمين
__________________
(١) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٢٨٦.
(٢) المصدر السابق. ج ٢ / ٣٢٤.
(٣) الذهبي ـ تاريخ الإسلام. ج ١٣ / ٢٠.
(٤) تاريخ الطبري. ج ٨ / ٤٤١.