فبايعه مؤنس ، كما وبايعه باقي القادة (١).
وفي إحدى المعارك الّتي خاضها مؤنس المظفر سنة (٣٠٦) للهجرة مع يوسف بن أبي الساج ، انهزم فيها مؤنس ، فلحقه (نصر السبكي) وأراد أن يؤسره ويأخذ ماله ، إلّا أنّ يوسف بن أبي الساج أمره أن لا يعترض لمؤنس ولا لماله ، كما وأسّر في تلك المعركة جماعة من قادة مؤنس ، فأكرمهم يوسف وزاد في إكرامهم وحسن معاملتهم ، ثمّ أطلق سراحهم ، فتمنى أصحاب مؤنس الذين ظلّوا معه ، تمنّوا جميعا لو أنّهم وقعوا في الأسر (٢).
وبعد مرور ثلاث سنوات على تلك المعركة ، ألقي القبض على يوسف بن أبي الساج أي سنة (٣٠٩) للهجرة ، وجيء به أسيرا إلى الخليفة (المقتدر) وكان مؤنس المظفر جالسا عند المقتدر ، فطلب مؤنس من المقتدر أن يهب له (يوسف) فوهبه له ، وعفى عنه المقتدر (٣).
وقيل إنّ مؤنس المظفر ، قد عزل القائد التركي (تكين) عن مصر يوم الأحد في السابع عشر من شهر ربيع الأول من سنة (٣٠٩) للهجرة ، وعيّن مكانه (أبا قابوس بن حمك) ثمّ عزله بعد أيّام ، وأعاد (تكين) على إمارة مصر ثانية ، فبقى (تكين) أربعة أيّام أميرا على مصر ، ثمّ عزله مؤنس ثانية ، وأمره بالذهاب إلى الشام ، وأخبر المقتدر بعزله (٤). فقال ابن مهران في ذلك (٥) :
وليت ولاية وعزلت عنها |
|
كما قد كنت تعزل من تولى |
رحمتك يا أبا منصور لما |
|
خرجت كذا بلا علم وطبل |
__________________
(١) نفس المصدر أعلاه. ص ٢٧٢.
(٢) القرطبي ـ صلة تاريخ الطبري. ص ٦٧.
(٣) الهمداني ـ تكملة تاريخ الطبري. ص ٢١٨.
(٤) الكندي ـ ولاة مصر. ٢٩٥ وأبي المجالس ـ النجوم الزاهرة. ج ٣ / ٢٠٠.
(٥) الكندي ـ ولاة مصر. ص ٢٩٦.