ولم أر من ينوي لك السوء يا أبا |
|
المظفر ، إلّا كنت أنت المظفر |
وللوزير ابن هبيرة عدّة مؤلفات منها : (الإيضاح والتبيين في اختلاف الأئمة المجتهدين) و (الإشراف على مذاهب الأشراف) في الفقه ، و (الإفصاح عن معاني الصحاح) جزءان و (المقصد) في النحو ، شرحه ابن الخشاب في أربع مجلدات ، و (العبادات) في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ، وأرجوزة (١) في (المقصور والممدود) وأرجوزة أخرى في (علم الخطّ) وغيرها. وكان ابن الجوزي (٢) أحد تلاميذه ، فجمع بعض ما سمع منه في كتاب سماّه (المقتبس من الفوائد العونية) نسبة إلى لقبه (عون الدين) وذكر له ابن الجوزي بعض الأقوال المأثورة منها : (أحذروا مصارع العقول ، عند التهاب الشهوات). ومن شعره أنّه قال :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه |
|
وأراه أسهل ما عليك يضيع |
مات الوزير ابن هبيرة في بغداد فجأة ، ويقال إنّ طبيبا دس له السم ، ومات الطبيب بعد ستّة أشهر مسموما أيضا ، وكان الطبيب يقول : (سممته فسممت). مات يوم الأحد في الثاني عشر من شهر جمادي الأول من سنة (٥٦٠) (٣) للهجرة ، وعمره (٦١) سنة وقيل (٨٦) وغسله ابن الجوزي ، وحضر جنازته كثير من الناس ، وأغلقت الأسواق ، ودفن في المدرسة الّتي أنشأها بباب البصرة. وقد رثاه كثير من الشعراء.
وقد جمعت تلك المراثي في مجلدات ، ولمّا بيعت كتبه بعد موته ، اشتراها
__________________
(١) الأرجوزة : قصيدة شعرية لكل بيت فيها قافية تختلف عن الأخرى.
(٢) ابن الجوزي : الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن عليّ الجوزي ، مؤلف كتاب (المنتظم في تاريخ الملوك والأمم).
(٣) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ١٢ / ٢٥٠ والزركلي ـ الأعلام. ج ٩ / ٢٢٢ وابن الجوزي ـ المنتظم. ج ١٠ / ٢١٤.