فأبوا أبا وهب ولو أذنوا |
|
لقرنت بين الشفع والوتر |
كفّوا عنانك إذ جريت ولو |
|
تركوا عنانك لم تزل تجري |
وقال الحطيئة أيضا :
تكلّم في الصلاة وزاد فيها |
|
علانية وجاهر بالنفاق |
ومجّ الخمر في سنن المصلّى |
|
ونادى والجميع إلى افتراق |
أزيدكم على أن تحمدوني |
|
وما لكم ومالي من خلاق |
ثمّ هجم عليه جماعة في المسجد ، وأخذوا خاتمه ، وذهبوا إلى الخليفة عثمان في المدينة وشهدوا عنده بأنّ الوليد قد شرب الخمر ، فقال لهم عثمان : (وما يدريكم أنّه شرب خمرا؟) فقالوا له : (هي الخمرة الّتي كنا نشربها في الجاهلية) ثمّ أعطوه خاتم الوليد ، فطردهم عثمان ، فذهبوا إلى الإمام عليّ عليهالسلام وأخبروه بالقصّة ، فذهب إلى عثمان وقال له : (دفعت الشهود ، وأبطلت الحدود). فقال له عثمان : (وما هو رأيك؟) فقال الإمام عليّ عليهالسلام : (أرى أن تحضر صاحبك ، فإن أقاموا الشهادة عليه بحضوره ولم يدفع بحجّة عن نفسه ، أقمت عليه الحدّ) ، ولمّا أحضر الوليد والشهود معا لم يتمكن الوليد من تكذيبهم ، عندها أقيم الحدّ على الوليد ، ثمّ عزله عثمان عن إمارة الكوفة ، وولّاها سعيد بن العاص ، كان ذلك سنة (٣٠) للهجرة (١) ، وقيل سنة (٢٩) (٢).
ولمّا عزل الوليد ، وجاء بعده سعيد بن العاص ، كانت الولائد قد أعلنت الحداد ويقلن (٣) :
يا ويلنا قد عزل الوليد |
|
وجاءنا مجوعا سعيد |
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي. ج ٢ / ١٤٢.
(٢) تاريخ ابن خياط. ج ١ / ١٦٩.
(٣) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ٥ / ١٤٥.