الآخرة) (١).
وعند ما كان الوليد بن أبي معيط بالروم" وهو أمير الجيش" فشرب الخمر ، وأراد المسلمون إقامة الحدّ عليه ، قال لهم حذيفة بن اليمان : (أتحدّون أميركم وقد دنوتم من عدوكم ، ويطمعون فيكم؟!).
وأما الوليد فقد قال (٢) :
لأشربنّ وإن كانت محرّمه |
|
وأشربنّ على رغم أنف من زعما |
وعند ما قتل الخليفة عثمان بن عفّان ، سمع الوليد يندبه ويقول (٣) :
بني هاشم ، إنّا وما كان بيننا |
|
كصدع الصفاما يومض الدهر شاعبه |
بني هاشم ، كيف الهوادة بيننا |
|
وسيف ابن أروى عندكم وحرائبه |
بني هاشم ، ردّوا سلاح ابن أختكم |
|
ولا تنهبوه ، لا تحلّ مناهبه |
غدرتم به كيما تكونوا مكانه |
|
كما غدرت يوما بكسرى مرازبه |
فأجابه الفضل بن العبّاس بن أبي لهب :
فلا تسألونا سيفكم ، إنّ سيفكم |
|
أضيع وألقاه الروع صاحبه |
سلوا أهل مصر عن سلاح ابن أختنا |
|
فهم سلبوه سيفه وحرائبه |
وكان ولي الأمر بعد محمّد |
|
عليّ ، وفي كلّ المواطن صاحبه |
عليّ ولي الله أظهر دينه |
|
وأنت مع الأشقين فيما تحاربه |
وأنت امرؤ من أهل صفواء (٤) نازح |
|
فما لك فينا من حميم تعاتبه |
وقد أنزل الرحمن أنّك فاسق |
|
فما لك في الإسلام سهم تطالبه |
وكان الوليد بن أبي معيط ، قد شارك في حرب صفّين مع معاوية بن
__________________
(١) مجمع البيان في تفسير القرآن ـ الطبرسي. ج ٨ / ٣٣٢.
(٢) ابن كثير ـ البداية والنهاية. ج ٤ / ٢١٤.
(٣) الأصبهاني أبو الفرج ـ الأغاني. ج ٥ / ١٤٩ وباقر القرشيّ ـ حياة الإمام الحسن. ج ١ / ٣٤٣.
(٤) صفورية : وهي قرية في الأردن بين عكا واللجون ، ذكر أن أباه كان يهوديا منها.