يرجع في الحال ، فرجع سعيد والتحق بعثمان ، وبقي معه إلى أن حوصر عثمان فدافع عنه (١). ثمّ كتب مالك الأشتر إلى عثمان : (إنّنا والله ما منعنا عاملك من الدخول إلى الكوفة لنفسد عليك عملك ، ولكن لسوء سيرته فينا ، وشدّة عذابه ، فابعث إلى عملك من شئت) (٢).
وقيل إنّهم عينوا أبا موسى الأشعري" أميرا عليهم" وبعثوا إلى عثمان ابن عفّان يخبرونه بذلك ، ويطلبون موافقته ، كان ذلك سنة (٣٤) للهجرة (٣).
وقال عتبة بن الوعل ـ شاعر أهل الكوفة (٤) :
تصدّق علينا يابن عفّان واحتسب |
|
وأمّر علينا الأشعري لياليا |
فقال عثمان : نعم ، وشهور ، وسنين ، إن أنا بقيت
وعند ما آل الأمر إلى معاوية بن أبي سفيان عيّن سعيد بن العاص أميرا على" المدينة" بعد عزل مروان بن الحكم ، وفي تلك الفترة ، حصل نزاع وخلاف بين عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت الأنصاري ، وبين عبد الرحمن ابن الحكم بن العاصي ، حتّى تشاتما وتفاحشا ، ولمّا علم معاوية بذلك ، كتب إلى سعيد بن العاص ، يأمره أن يجلد كلّ واحد منهما مائة سوط ، غير أنّ سعيدا لم ينفّذ الأمر ، لأنّ ابن حسّان كان صديقا له وابن الحكم هو ابن عمّه (٥).
وعند ما عزل سعيد بن العاص عن المدينة ، وأعيد مروان بن الحكم اليها ، أمر بضرب ابن حسّان مائة سوط ، ولم يضرب أخاه ، فكتب ابن
__________________
(١) تاريخ ابن الخياط. ج ١ / ١٨٠.
(٢) ابن سعد ـ الطبقات. ج ٥ / ٣٤.
(٣) المصدر السابق. ج ٥ / ٣٤ وعبد القادر بدران ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر. ج ٦ / ١٣٧.
(٤) نفس المصدرين السابقين.
(٥) أبو الفرج الأصبهاني ـ الأغاني. ج ١٦ / ٣٨.