وإنقاذ جيش أسامة (١). وإذا اختلفوا فرأى بعضهم رأي الأمير فليرجع إليه من خالفهم ، وليتّهم رأي نفسه حتى يرى الأمر البيّن.
وإذا نادى منادي الأمير : يكون فلان وجنده في الميمنة ، وفلان وجنده في الميسرة وكذلك في المقدّمة وفي السّاقة فلا يتعدّ أمره ، ومن تعدّاه من غير عذر فللإمام تأديبه إذا رأى ذلك نظرا وبقدر ما يرى من حاله وبحسب زمانه ومكانه ودواعي الترغيب والترهيب(٢).
وإذا كان رجل في العسكر وسمع النداء : السلاح السلاح فليلبس سلاحه ولا يذهب نحو الصوت ولكن إلى الأمير ليسمع أمره ونهيه ، إلّا أن يخاف العدوّ على الموضع الذي ضربوا فيه فليقصد الموضع. وإن كان النداء ليلا فليمض إلى مضرب الإمام.
وإذا نادى منادي الإمام : الصلاة جامعة ، فلا يتخلّف أحد إلّا من يحفظ الرّحال : رجل أو اثنان في كل رحل.
__________________
(١) أسامة ٧ ق. ه ـ ٥٤ ه ٦١٥ ـ ٦٧٤ م : أسامة بن زيد بن حارثة من كنانة عوف ، أبو محمد ، صحابي جليل ، ولد بمكة ونشأ على الإسلام لأن أباه كان أول الناس إسلاما ، وكان رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) يحبه حبا جما ، وينظر إليه نظره إلى سبطيه الحسن والحسين ، وهاجر مع النبي (صلىاللهعليهوسلم) إلى المدينة ، وأمّره رسول الله قبل أن يبلغ العشرين من عمره فكان مظفرا موفقا ، ولما توفي رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) رحل أسامة إلى وادي القرى فسكنه ثم انتقل إلى دمشق في أيام معاوية ، فسكن المزة وعاد بعد ذلك إلى المدينة فأقام إلى أن مات بالجرف. وفي تاريخ ابن عساكر أن رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) استعمل أسامة على جيش فيه أبو بكر وعمر ، الإصابة ١ : ٢٩ برقم : ٨٩ والأعلام ١ : ٢٩١.
(٢) انظر النص في شرح السير الكبير ١ : ١٦٨ برقم : ١٧٢.