وأعدّت لكم مكايدها فاستعدّوا ، وأخلصوا نيّاتكم وأسرار ضمائركم ، وغيروا غيرة الرجال في حمى ذماركم ، وكونوا على عدوّكم يدا (إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً)(١) فاصبروا إنّ الله مع الصابرين ، واعلموا أنّ الله مع المتّقين ، واتقوا الله يا عباد الله جهدكم ، ولا يكثرنّ في ثوابه زهدكم ، وأجيبوا دعوته فقد دعاكم ، وجاهدوا في سبيله يعطكم رضاكم ، وانصروا الإسلام يرفع الله لكم الأعلام ، وقد وعدكم النصر ، وذخر لكم الأجر ، وجعلكم ردءا للمسلمين وظهيرا على أعداء الله الكافرين ، (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)(٢) واحمدوا الله الذي خصّكم بهذه الفضيلة / [س ٦٤] وآثركم بهذه الموهبة الجليلة ، فتوكّلوا عليه ، واستعينوا بتقواه وطاعته واضرعوا إليه في أن يؤيّدكم بنصره وكفايته ، فهو سبحانه يصرف السوء عن عباده المؤمنين ، ويجعل دائرة السوء على القوم الكافرين ، قال عليّ ابن أبي طالب رضياللهعنه :
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم |
|
لدى الرّوع قوما ما أعفّ وأكرما |
وأطيب أخبارا وأفضل شيمة |
|
إذا كان أصوات الرجال تغمغما (٣) |
__________________
(١) سورة الكهف ١٨ : ٢٠.
(٢) سورة آل عمران ٣ : ١٣٩.
(٣) البيتان من قصيدة منسوبة للإمام علي وهي في ديوانه ١٢٧ وأولها :
لنا الراية الحمراء يخفق ظلها |
|
إذا قيل قدّمها حضين تقدما |
ورقم القصيدة ٢٧٨ ورواية البيتين فيها مع العلم أن ثانيهما هنا ورد قبل الأول :
وأحزم صبرا حين يدعى إلى الوغى |
|
إذا كان أصوات الكماة تغمغما |
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم |
|
لدى البأس خيرا ما أعف وأكرما |