وكان عمر رضياللهعنه يعطي الخنساء أرزاق أولادها الأربعة لكلّ واحد مئة درهم حتّى قبض(١).
فبهذه الأوصاف يوصف الرجال ، ولمثل قصدهم تخلص الأعمال ، وبكريم صفاتهم يستحقّ اسم الرجوليّة وتحمد الذكوريّة. فطوبى لمن بذل في سبيل الله قراضه وتجره ، واحتسب عند من لا يضيع عنده مثقال حبة من خردل أجره ، ووجّه إلى مرضات الله مقاصده وأغراضه ، وجعل الجهاد في سبيله قبلته وإمامه ، وصيره بداته وختامه ، وترك التسويف والتعليل واشترى الكثير بالقليل (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ، وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ، وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ ، فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(٢).
__________________
(١) خبر الخنساء ورجز أولادها في الإصابة : النساء برقم ٣٥٣ ص ٦٦ ، ٦٧ ونقله بتمامه عمر رضا كحالة في ترجمتها في كتابه : أعلام النساء.
(٢) سورة التوبة ٩ : ١١١