سرح فقال : ما الخبر؟ فقصصت عليه القصة وقلت له : أخرج واندب الناس لأني أخشى الفوت.
فخرج وقال : أيّها الناس انتدبوا مع ابن الزّبير إلى عدوّكم.
قال : فتسرّع إليّ جماعة اخترت منهم ثلاثين فارسا ثم قلت لهم : إني حامل فاصرفوا عن ظهري من أرادني فإنّي سأكفيكم ما أمامي [س ١١٩] إن شاء الله تعالى.
قال : فحملت في الوجه الذي هو فيه وذبّوا عني واتّبعوني حتّى خرقت صفوفهم إلى أرض خالية فضاء بيني وبينه ، فو الله ما حسبني إلا رسولا حتّى رأى ما رأى من السلاح فثنى برذونه هاربا ، فأدركته فطعنته فسقط ، فرميت بنفسي عليه فقطعت رأسه ورفعته على رمحي ، وجال أصحابه جولة ، وحمل المسلمون في ناحيتي وكبّروا وقتلوهم كيف شاؤوا.
ولمّا تنازع المسلمون في قتله وابنته تنظر فيهم قالت : ما للعرب يتنازعون؟ فقيل لها : في قتل أبيك ، فبكت وقالت : قد رأيت الذي قتل أبي. فقال عبد الله بن أبي سرح لعبد الله بن الزبير : لم كتمتنا يا أبا بكر قتلك إياه؟ فقال : قد علم [م ٨٥] الذي قتلته له. فنفّله ابن أبي سرح ابنة الملك جرجير.
فيقال إنّه اتّخذها أمّ ولد ، وكان ابن الزبير في ذلك الوقت ابن بضع وعشرين سنة. وقتل ـ رحمهالله ـ في الكعبة في أيام عبد الملك بن مروان ، حصره الحجّاج سبعة أشهر وقتله بعد قتال شديد في خبر طويل لا يسع شرحه هنا.
ورجال الأنصار أشجع الناس وأفرسهم ، قال عبد الله بن عباس :