ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النّار.
ورجل قضى بالحقّ وهو لا يعلم فهو في النّار.
ورجل قضى بالحقّ وهو يعلم فهو في الجنّة » (١).
وقال الإمام عليّ عليهالسلام عن من يتصدّى لمقام القضاء وليس له أهل : « ورجل قمش جهلاً ، موضع في جهال الاُمّة ، غار في أغباش الفتنة ، عمّ بما في عقد الهدنة ، قد سمّاه أشباه النّاس عالماً وليس به ، بكر فاستكثر من جمع ما قلّ منه خير ممّا كثر ... جلس بين النّاس قاضياً ضامناً لتخليص ما التبس على غيره فإن نزلت به إحدى المبهمات هيّأ لها حشواً رثّاً من رأيه ثمّ قطع به فهو من لبس الشُّبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ » (٢).
وقال الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام مشيراً إلى حراجة موقف القاضي ، وصعوبة إجراء الحق والعدل الذي هو هدف القضاء الإساسيّ : « الحقُّ أوسع الأشياء في التّواصف وأضيقها في التناصف » (٣).
إنّ القضاء ليس شيئاً بسيطاً عادياً بل هو أمر مهمّ حتّى في أبسط الأشياء فقد روي أنّ صبيّين تحاكما إلى الإمام الحسن بن عليّ عليهالسلام في خطّ كتباه وحكّماه في ذلك ليحكم أي الخطّين أجود فبصر به عليّ عليهالسلام فقال : « يا بنيّ انظر كيف تحكم فإنّ هذا حكم ، والله سائلك عنه يوم القيامة » (٤).
وقد وقع نظير هذه القضية للإمام عليّ عليهالسلام نفسه فقد روى الإمام أبو عبد الله الصادق عليهالسلام أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام ألقى صبيان الكتاب ألواحهم بين يديه ليخيّر بينهم فقال : « أما إنّها حكومة والجور فيها كالجور في الحكم ، أبلغوا معلّمكم إن ضربكم فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتصّ منه » (٥).
__________________
(١ و ٥) وسائل الشيعة ١٨ : ١١ و ٥٨٢.
(٢ و ٣) نهج البلاغة : الخطبة ١٧ ، ٢١٦.
(٤) مجمع البيان٣ : ٦٤ في تفسير قوله : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ ).