عليه اُبيّ بن كعب واستكتم اُبيّاً ما فيه (١).
٥. تحالفت قريش واليهود وغطفان في حرب الخندق ضد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وصاروا كتلة واحدة على الإسلام والمسلمين ، فاتّخذ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم سياسة التفرقة بينهم فبعث نعيم ابن مسعود ، الذي قام بدوره بأحسن صورة ، التي تعد فريدة في نوعها وإليك القصّة :
جاء نعيم بن مسعود إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال : يا رسول الله إنّي قد أسلمت وإنّ قومي لم يعلموا بإسلامي فمرني بما شئت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّما أنت فينا رجُل واحد فخذّل عنّا إن استطعت فإنّ الحرب خُدعة ».
فخرج نعيم حتّى أتى بني قريظة وكان لهم نديماً في الجاهليّة فقال : يا بني قريظة قد عرفتم ودّي إيّاكم ، وخاصّة ما بيني وبينكم ، قالوا : صدقت لست عندنا بمتّهم ، فقال لهم : إنّ قريشاً وغطفان ليسوا كأنتم ، البلد بلدكم ، فيه أموالكم وأبناؤكم ونساؤكم لا تقدرون على أن تحولوا منه إلى غيره وانّ قريشاً وغطفان قد جاؤوا لحرب محمّد وأصحابه وقد ظاهرتموهم عليه وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره فليسوا كأنتم فإن رأوا نهزة أصابوها ، وإن كان غير ذلك لحقوا ببلادهم وخلّوا بينكم وبين الرجل ببلدكم ولا طاقة لكم به إن خلا بكم فلا تقاتلوا مع القوم حتّى تأخذوا منهم رهناً من أشرافهم يكونون بأيديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمّداً حتّى تناجزوه ، فقالوا له : قد أشرت بالرأي.
ثمّ أتى إلى أبي سفيان ورجال قريش وقال : إنّ اليهود قد ندموا على ما صنعوا مع محمّد وتعهّدوا له بأن يسلّموا إليه رجالاً من قريش ليعفو عنهم ثمّ خرج إلى غطفان وهم عشيرته وحذّرهم وقال لهم مثل ما قال لقريش.
وهكذا ألقى الحيرة والخوف وعدم الثقة بين قريش وغطفان واليهود المتحالفين ضدّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلمّا اقترب موعد الحرب ضد النبيّ طلبت اليهود من قريش وغطفان رجالاً كرهائن عندهم ، قالت قريش وغطفان : إنّا والله لا ندفع إليكم رجلاً واحداً من رجالنا
__________________
(١) مغازي الواقديّ ١ : ٢٠٣ ـ ٢٠٤.