الأبنوس والخيزران.
وبإزاء جزيرة النساء جزيرة :
بها أشجار عليها (١) طيور يكاد نورها (٢) وحسن أرياشها (٣) يخطف الأبصار ، فإذا قصدها أحد غاصت في الماء.
جزيرة الأشخاص :
وذلك أن البحر إذا هاج ظهر من قاعه أشخاص سود / شبه الآدميين طول الواحد منهم أربعة أشبار ، يصعد للمراكب المسافرة ، ولا يحصل منهم ضرر لأحد ، ثم يقفزون للبحر عائدين ، وليس لهم كلام يفهم.
وفي هذا البحر سمك يسمى الأطيم ، وجهه كوجه الخنزير وبوزه ، وله فرج كفرج النساء ، وهو طبق لحم ، وطبق شحم ، وفيه مغائص اللؤلؤ الفاخر.
جزيرة تسمى جزيرة البنات :
لكثرة ما فيها من بنات البحر إذا صيدت تراها تشبه بني آدم لكن ليس لحسنهن نظير من سرتها إلى ركبتها شبه مئزر من جلد رقيق كأحسن ما يكون يستر عورتها يخرجن بالليل إلى الجزيرة ، فيأكلن من فواكهها ونباتها ، ويعدن قبل الفجر ، فيصطادوها بالكلاب.
وليس لأهل الجزيرة قوت إلا منها ومن السمك مما ينبت في جزيرتهم ، وفيهم الذكور كما فيهم إناث ، ولهم كلام بني آدم ، فإذا صيدوا فلا يتكلم منهم أحد.
جزيرة النسانيس :
قال صاحب تحفة الغرائب : هن عجيبين الخلقة لكل منهم يد واحدة ورجل واحدة يجمر جمرا ، كلامهم لا يفهم (٤) ، فصيح كبني آدم ، ولربما ينشدوا الشعر.
قال من رأى ذلك : دخلت هذه الجزيرة ، فسألت من نزلت عنده الفرجة على صيدهم ، فأرسلني مع أناس صيادين فدخلنا غابة تلك الجزيرة ، وإذا بها عامرة بالخيرات والفواكه ، وإذا واحد يجمر جمرا ، فأطلقوا عليه الكلاب فسمعته يقول وهو يعدو هذه الأبيات :
__________________
(١) في المخطوط : عليهم ، وهو تحريف.
(٢) في المخطوط : نورهم ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : أرياشهم ، وهو تحريف.
(٤) في المخطوط : كلامهم لا يفهم ، وما بعده يفيد زيادة لا النافية ، فحذفتها.