أحوال الدنيا شهدها بيسر ونظر فيها فيرى ما يحب أن يراه.
ولما مات سليمان [عليهالسلام] أخذت الشياطين إحدى القطعتين وبقيت الأخرى عند بني إسرائيل يتوارثها ملوكهم إلى أن وصلت إلى بني أمية ، ثم لبني العباس ، وأخذها التتر مع ما أخذوه في أخذ بغداد ونهبها.
وقتل الخليفة ولم يعرفوا خبرها فضاعت لذلك.
المدينة الخامسة :
كان بها بركة عظيمة دورها سبعة أيام في مقدار خمسون ذراعا من البر إلى داخلها منصوب سرير من عاج ، محلى بالذهب ، عليه شخص كصفة بني آدم ، وعليه لباس فاخر ، يتحاكم إليه الناس ، فإذا جاء الخصمان مشوا إلى عنده على (١) الماء فلا تبتل أقدامهم ، فيدعى صاحب الحق ويسأل الخصم صاحب الدعوى : أنت معترف بحقي أم لا؟
فإن أنكر وكان صادقا أخذ الماء المدعي إلى أن يغرق إلى رقبته ، فإن صفح عنه غريمه نجا ، وإن لم يصفح عنه يموت مكانه ، ولا يقدر أحد أن يخلصه. وإن كان المدعي صادق فيكون حال المنكر كذلك ، فإن أعطاه وإلا هو مكانه إلى أن يموت.
وفي المدينة السادسة :
كان بها صنم من حجر جالس على كرسي من حجر إذا غاب رجل عن أهله في سفر ولم يعلموا خبره ، جاءوا لذلك الصنم ، وبخروه ، وسألوه عن غائبهم ، فإن كان حيّا تبسّم ، وإن كان ميتا جرت من عينه دموع ، فيعرفوا خبره حيا أو ميتا.
وفي المدينة السابعة :
صنم من حجر أسود براق ، إذا ذهب لأحد خادم أو دابة أو مال جاءوا إليه وبخروه ، وقالوا : قد ضاع لنا أو سرق ثم يجلسوا عنده فما هو إلا مقدار مسافة الطريق وإذا بالسارق حاملا ما هو قادم به ، وإن كانت دابة فهي آتية تعدو / نحو الصنم.
ولا زالت تلك الأعاجيب وما بها من المنافع إلى أن أتلفها بخت نصّر لما غزا تلك البلاد حيث أراد حملها إلى بلده.
فقالوا له : إنهم إذا خرجوا عن أماكنهم بطلت أسرار طلسماتهم فكسرهم لأجل ذلك.
__________________
(١) في المخطوط : إلى ، وهو تحريف.