لغيرهن من الحظايا. فبينما هو جالس يوما إذ اتاه بعض الخدم فأسر إليه شيء فقام لساعته ، وصعد إلى مكان مشرف على حجرة ماجن وإذا لؤلؤة تطرب / على عود ، وماجن ترقص وتغني بهذه الأبيات :
............... |
|
............... |
............... |
|
............... |
............... |
|
............... |
............... |
|
............... |
............... |
|
............... |
............... |
|
............... |
............... |
|
............... (١) |
قال : فنزل المأمون من مكانه الذي (٢) كان ينظرهم منه ، ويسمع مقالهم ، ثم قال للماجن (٣) : ويحك ما هذا المقال؟
فقالت : يا أمير [المؤمنين] ، ليس خاف عن علمك أنني شابة ومنغمة ولي ليلة بعد مائتا ليلة ، فما عسى أن تكون تلك الليلة؟
فقال لها : لسنا نغفل عنك من اليوم. ثم أراد الانصراف ، فأنشدته :
أتت بجرابها تكتال فيه |
|
فراحت وهي فارغة الجرابا |
فلا فتح أتاها منه نفع |
|
ولا خير رأته ولا ثوابا |
فضحك ، ثم رجع إليها وأقام عندها يومه.
ومما وقع من علم المأمون وكرمه :
وذلك أنه كان يوما جالسا في منظرة مطلة على الطريق فنظر من الشباك ، وإذا رجل بيده فحمة وهو يكتب بها على حائط القصر. فقال لبعض الخدم : انزل لهذا الرجل وامسك على يده ، وانظر ماذا كتب وائتني به.
__________________
(١) موضع النقط قصيدة لا يصلح أن يذكر منها بيت ولا شطر بيت بل ولا كلمة لشدة قبحها ولا أدري كيف سمح لنفسه المؤلف رحمنا الله وإياه أن ينقل تلك الكلمات بقلمه ، غفر الله لنا وله ، والله أسأل أن يرزقنا حسن الختام وأن يحفظنا ما أبقانا من الفعل والقول الفاحش إنه ولي ذلك والقادر عليه بفضله آمين.
(٢) في المخطوط : إليها ، وهو تحريف.
(٣) في المخطوط : لماجن ، وهو تحريف.