الطاعة ، غانة ملكها عظيم الشأن ببلاده معادن الذهب يستخرجونه منها ويعملونها سبائك كاللبن. ولهم خط لا يتجاوز منه من صار إليهم ، ويجعلون الأمتعة والأكسية على ذلك الخط ، وينصرفون فيأتي أولئك السودان ومعهم الذهب فينزلونه عند الأمتعة وينصرفون ، فيأتي صاحب الأكسية فإن أرضاهم وإلا يأتي غيرهم فيزيدونهم حتى تتم المبايعة.
وهي مدينة كبيرة فيها أربع جوامع ، وشارع واحد يسافر فيه نصف يوم وأهل ذلك الشارع كلهم يضربون الذهب دنانير. وملك غانة تحب يده ملوك كثيرة ، وأرضهم كلها ذهب ظاهر على وجه الأرض.
مملكة برقة :
وهم قوم ينسبون إلى قوم بن حام لما نزل أخويه مصر نزل ولده وولدهم إلى ناحية الغرب فسكنوا من آخر عمل مصر ، وهو ما وراء / برقة إلى البحر الأخضر من شرقي بحر الأندلس إلى منقطع الرمل متصلين ببلاد السودان ، فمنهم لواتة نزلوا بأرض أجدابية ، وسرت نزلت مزانة ، بأرض ودّان ، ونزلت هوارة بأرض طرابلس ، ونزل قوم بقربها وهم بقوسه ، ثم تشعبت بهم الطرق فنزل قوم بناحية القيروان يقال لهم : برفشانة ، وآخرون إلى ناحية ناهرت ، وكتامة ، وسلجماسة ، وفارس ، وآخرون إلى ناحية طنجة ، وقوس الأقصار ، وقيل : إنهم لخم ، وجذام ، وكانت منازلهم فلسطين ، فأخرجهم منها بعض ملوك فارس. فلما نزلوا إلى مصر بكثيب ، منعهم ملوك مصر النزول ، فعبروا النيل ، وانتشروا في البلاد.
وقيل : هم من اليمن فمنعتهم ملوكهم المقام عندهم لخبر ذكر عندهم ، وكان منهم من سار إلى أرض من ملوك اليمن مثل أبرهة ذو المنار ، واقريقيس وغيرهما تخلف بالغرب قوم منهم باختيارهم فخالطوهم وتوالدوا معهم. وهذا الذي ذكرت من نسبهم إلى قيس أو إلى الغرب.
مملكة فزانة :
كبيرة يسار فيها يوما واحدا يوجد فيها آبار المومياء. وهي غبراء تتحرك مثل الزئبق ، وآبارها في بقعة واحدة مسيرتها نصف ميل بنوا عليها حصنا ، وهم يستعملونها ، والبلد اسمها نمراوه.
الزغاوة :
مملكة واسعة على النيل مما يحاذي النبوية وهم يحاربون أهل النبوية.
مملكة دمدم :
يسار إليها من كوكر على شاطىء بحر الملح مغربا وهؤلاء يأكل بعضهم بعضا ،