الْبَيْعُ)(١) أو في صورة الإنشاء ، أمرا كان ك : اعتق ، أو نهيا ، لتمكّن الامتثال ، فذكر لفظة المطلق وإرادة المعيّن الواقعي مجازا جزما.
نعم ، ربّما يصحّ ذلك في القصص والحكايات مثل قوله تعالى : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ ،)(٢) ومحلّ النزاع وموضع المبحث ليس من هذا القبيل ، فكلّما فرض استعمال مطلق وإرادة فرد معيّن واقعيّ منه ولم يقترن بقرينة ، فهو حقيقة في بادئ النّظر ، ويحصل العلم بكونه مجازا بعد ظهور القرينة.
والحاصل ، أنّ استعمال المطلق في المقيّد حقيقة على وجهين ومجاز على وجه. ومآل الوجهين يرجع الى كون المقصود بالذّات الحكم على الكلّي ويكون إرادة الفرد مقصودا بالعرض ، وذلك يحصل في مثل : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ ،)(٣) وفي مثل : ائتني برجل (٤) ، إذا أراد فردا منه ، أيّ فرد يكون.
ومآل الوجه الآخر الى ذكر المطلق وإرادة فرد خاصّ منه ، إمّا باقترانه بما يدلّ على ذلك ، أو بانكشاف ذلك بعد ظهور القرينة ، وكلامنا إنّما هو في الأخير ، وهو المتداول في مسائل المطلق والمقيّد.
فلو قيل : بعد قوله تعالى : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى ،) جاء حبيب النجّار يسعى أو جاء حزقيل (٥) مؤمن آل فرعون يسعى ، يكون بيانا
__________________
(١) البقرة : ٢٧٥.
(٢) القصص : ٢٠.
(٣) القصص : ٢٠.
(٤) أي في الانشاء فيما لم يرد التعيين.
(٥) اسم نبيّ من أنبياء بني اسرائيل. وفي «المجالس» كما في تفسير «الصافي» عن ـ