( إِلا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ) ، ( إِلا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَٰنِ عَهْداً ) ، ( إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) ، ( إِلا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ) ، ( إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ) ، ( إِلا مَن شَهِدَ بِالحَقِّ ) ، ( إِلا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ) ، كما في سورة البقرة الآية ٢٥٦ ، ويونس الآية ٦ ، ومريم الآية ٩٠ ، وطه الآية ١٠٨ ، والأنبياء الآية ٢٩ ، وسبأ الآية ٢٢ ، والزخرف الآية ٨٦ ، والنجم الآية ٢٧. وانّ الشفاعة المستثناة والمستدركة في آيات البقرة ويونس وسبأ مطلقة غير مختصة بيوم القيامة ولا بما قبل وفاة الشافع في الدنيا (١).
٢٩. قال الدكتور سليمان دنيا : والشفاعة لدفع العذاب ورفع الدرجات حق لمن أذن له الرحمن من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، والمؤمنين بعضهم لبعض لقوله تعالى : ( يَوْمَئِذٍ لا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ) وقوله تعالى : ( مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلا بِإِذْنِهِ ) (٢).
٣٠. قال الحكيم المتألّه العلاّمة الطباطبائي : إنّ الآيات الواردة حول الشفاعة بين ما يحكم باختصاص الشفاعة بالله عزّ اسمه ، وبين ما يعمّمها لغيره تعالى بإذنه وارتضائه ونحو ذلك ، وكيف كان فهي تثبت الشفاعة بلا ريب غير أنّ بعضها تثبتها بنحو الأصالة لله وحده من غير شريك ، وبعضها تثبتها لغيره بإذنه وارتضائه.
ثم ذكر وجه الجمع بين الآيات والذي سيوافيك توضيحه عند البحث عن الآيات (٣).
٣١. يقول الأستاذ الشيخ محمد الفقيّ : وقد أعطى الله الشفاعة لنبيه ولسائر
__________________
(١) آلاء الرحمان : ١ / ٦٢.
(٢) محمد عبده بين الفلاسفة والكلاميين : ٢ / ٦٢٨.
(٣) الميزان : ١ / ١٥٦.