يَكُن لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا ) (١) عن مقاتل قوله : الشفاعة إلى الله انّما هي دعوة المسلم (٢).
وقال الإمام الرازي في تفسير قوله سبحانه : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ ) (٣) انّ هذه الآية تدل على حصول الشفاعة للمذنبين ، والاستغفار طلب المغفرة ، والمغفرة لا تذكر إلاّ في إسقاط العقاب ، أمّا طلب النفع الزائد فانّه لا يسمّى استغفاراً ، وقال : قوله تعالى : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يدل على أنّهم يستغفرون لكل أهل الإيمان ، فإذا دللنا على أنّ صاحب الكبيرة مؤمن وجب دخوله تحت هذه الشفاعة (٤).
وهذه الجمل تفيد أنّ الإمام الرازي جعل قول الملائكة في حق المؤمنين والتائبين من أقسام الشفاعة ، وفسر قوله : ( فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا ) بالشفاعة وهذا دليل واضح على أنّ الدعاء في حق المؤمن ، شفاعة في حقه ، وطلبه منه طلب الشفاعة منه ، ويوضح ذلك ويؤيده ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي : « ما من ميت يصلّي عليه أُمّة من المسلمين يبلغون مائة كلّهم يشفعون له إلاّ شفّعوا فيه » (٥).
وفسّر الشارح قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « يشفعون له » بقوله : أي يدعون له ، كما فسر قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إلاّ شفّعوا فيه » بقوله : أي قبلت شفاعتهم.
__________________
(١) النساء : ٨٥.
(٢) تفسير النيسابوري : ١ والمطبوع في إيران غير مرقم.
(٣) غافر : ٧.
(٤) مفاتيح الغيب : ٧ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، طبعة مصر في ثمانية أجزاء.
(٥) صحيح مسلم : ٣ / ٥٣ ، طبعة مصر ، مكتبة محمد علي صبيح وأولاده.