وأمّا غيرهم فقد فهم الأدباء من الآية نفس ما أقرّته اللغة ورجالها ، وبما أنّهم من العرب الأقحاح ، وبحكم إحاطتهم باللغة العربية يكون فهمهم حجة في تفسير الآية.
ولأجل هذا نورد في ما يلي نماذج من الشعر الذي يؤكد على أنّ المودة في القربى إنّما تعني المحبة لأهل البيت النبوي ، ونذكر من الكثير ، القليل.
١. لقد صاغ الإمام الشافعي ما فهمه من هذه الآية في البيتين التاليين وأثبت بذلك حبّه لأهل البيت وولاءه لأقرباء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال :
يا أهل بيت رسول الله حبكم |
|
فرض من الله في القرآن أنزله |
كفاكم من عظيم القدر أنّكم |
|
من لم يصل عليكم لا صلاة له (١) |
٢. وقد سبق الإمام الشافعي سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ، وهو من تلاميذ الإمام جعفر الصادق عليهالسلام فصاغ ما فهمه في إحدى قصائده ولعظمة شأنه وأهمية ما قاله من الشعر في هذا المضمار أوصى الإمام الصادق شيعته بتحفيظ شعره لأبنائهم (٢) وهو يقول :
آل النبيّ محمد |
|
أهل الفضائل والمناقب |
المرشدون من العمى |
|
والمنقذون من اللوازب |
الصادقون الناطقون |
|
السابقون إلى الرغائب |
فولاهمُ فرض من الر |
|
حمن في القرآن واجب (٣) |
__________________
(١) لاحظ شرح المواهب للزرقاني : ٧ / ٨ ، والصواعق لابن حجر : ٨٧ ، والاتحاف للشبراوي : ٢٩ ، وإسعاف الراغبين للصبان : ١١٩ ، ومشارق الأنوار للحمزاوي المالكي. راجع الغدير : ١ / ١٥٢.
(٢) روى الكشي عن الصادق عليهالسلام أنّه قال : « يا معشر الشيعة علّموا أولادكم شعر العبدي ، فإنّه على دين الله ». رجال الكشي : ٣٤٣.
(٣) لاحظ الغدير : ٢ / ٢٧٥ ، ط النجف.